وأصبحت بعده الأنقاس باكية ، |
|
في كل طرس ، كدمع سحّ وانسجما |
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم |
|
لو لا التنافس في الدنيا لما أضما |
______________________________________________________
إذا قتلوا ولم يودوا ، وفي البيت الجناس التام بين الفعلين من قضت وقضى ، والجناس اللاحق بين الاسمين من هدرا وهدما :
من كل أجور حكما من سدوم قضى |
|
عمرو بن عثمان مما قد قضى سدما |
من سدوم ، أي : من قاضي سدوم وهي قرية قوم لوط عليه الصلاة والسّلام يضرب بهذا القاضي المثل في الجور ، وقضى الأول معناه مات والثاني معناه حكم ما مر ، والسدم الندم والحزن ففي البيت الجناس التام وجناس الاشتقاق أو ما يشبهه :
حساده في الورى عمت فكلهم |
|
تلفيه منتقدا للقول منتقما |
فما النهي ذمما فيهم معارفها |
|
ولا المعارف في أهل النهى ذمما |
انتقاد القول التفتيش عن معايبه ، والمناقشة فيه والانتقام معروف ، والنهى جمع نهيه بالضم وهي العقل والذمم جمع ذمة وهي العقد والميثاق ، يعني : أن العقول ليست ذمما في هؤلاء الحساد معارفها ، وليست المعارف في أهل العقول منهم ذمما ، ورفع معارفها بذمما لتأوله بمرعية ، وفي البيت الأول الجناس وفي الثاني العكس والتبديل.
فأصبحت بعده الأنفاس كامنة |
|
في كل صدر كان قد كظ أو كظما |
الأنفاس جمع نفس بفتح الفاء ، وكامنة مختفية وكظ جهد من الكرب ، وظاؤه معجمة وكظم أخذ الغم بكظمه ، وهو مفتح فيه كما مر ، وبعد هذا البيت ما أنشده المصنف وهو قوله :
(وأصبحت بعده الأنقاس باكية |
|
في كل طرس كدمع سح وانسجما) |
الأنقاس بالقاف جمع نقس بكسر النون وهو المداد ويجمع على أنقس أيضا تقول منه نقس دواته تنقيسا ، والطرس الصحيفة هو الكاغد وسح سال ، وانسجم مثله.
(وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم |
|
لو لا التنافس في الدنيا لما أضما) |
وبعد هذا البيت في أصل القصيدة
فكم مصيب عزا من لم يصب خطأ |
|
له وكم ظالم تلقاه مظلما |
عزا نسب يقول كم ينسب مخطىء إلى المصيب خطأ ، وكم ظالم تجده يتظلم فلم ينشد المصنف هذا البيت وبعده ما أنشده في المتن وهو قوله :