والغبن في العلم أشجى محنة علمت |
|
وأبرح النّاس شجوا عالم هضما |
وقوله : «وربما نصبوا ـ الخ» ، أي : وربما نصبوا على الحال بعد أن رفعوا ما بعد «إذا» على الابتداء ، فيقولون : «فإذا زيد جالسا».
وقوله : «ربما» في آخر البيت بالتخفيف توكيد لـ «ربّما» في أوّله بالتشديد.
و «غمما» في آخر البيت الثالث بفتح الغين كناية عن الإشكال والخفاء ، و «غمما» في آخر البيت الرابع بضمّها جمع «غمّة».
وابن زياد : هو الفرّاء ، واسمه يحيى ، وابن حمزة هو الكسائي ، واسمه عليّ ، وأبو بشر : سيبويه ، واسمه عمرو ، وألف «ظلما» للتثنية إن بنيته
______________________________________________________
(والغبن في العلم أشجى محنة علمت |
|
وأبرح الناس شجوا عالم هضما) |
أشجى أفعل تفضيل من شجاه يشجوه إذا أحزنه ، والشجو الحزن وأبرح معناه أشد يقولون : هذا الأمر أبرح من ذاك أي أشد ، والبرح الشدة والأذى (وقوله : وربما نصبها) اذكر أو أنشد (البيت أي : وربما نصبوا على الحال) فجعل المصنف الباء من قول الناظم باء الحال بمعنى على ، وقد أسلفنا فيه تجويز وجه آخر وهو أن تكون للسببية ، (بعد أن رفعوا ما بعد إذا على الابتداء) والأحسن أن لو قال على الخبرية لأن الذي جعل حالا هو الذي كان قبل ذلك خبرا ، ووجه قول المصنف أن الخبر مرفوع بالابتداء على رأي جماعة ، ولكنه ليس مذهب سيبويه (فيقولون : فإذا زيد جالسا) بعد أن قالوا فإذا زيد جالس (وقوله : ربما في آخر البيت بالتخفيف توكيد لربما في أوله بالتشديد) من باب التوكيد اللفظي (وغمما في آخر البيت الثالث بفتح الغين) المعجمة (كناية عن الإشكال والخفاء) فأريد من الغمم الموضوع لسيلان الشعر كما مر لازم معناه ، وهو خفاء ما تحته واستتاره (وغمما في آخر) البيت (الرابع بضمها جمع غمة) وقد عرفت أن معناه الكربة (وابن زياد) المذكور في قوله وخطأ ابن زياد (هو الفراء واسمه يحيى ، وابن حمزة) هو (الكسائي واسمه علي) وقيل له الكسائي لأنه أحرم في كساء أو لأنه كان في حداثته يبيع الأكسية ، أو لأنه كان من قرية من قرى السواد يقال لها كسايا ، أو لأنه كان يتشح في مجلس حمزة بكساء ، وكان حمزة يقول : اعرضوا على صاحب الكساء الأهوازي ، وهذا القول أشبه بالصواب (وأبو بشر هو سيبويه واسمعه عمرو ، وألف ظلما للتثنية) وفيه مسامحة إذ ليست للتثنية وإنما هي ضمير الاثنين ، وقول بعضهم ضمير المثنى لا ينطبق على مثل زيد وعمرو قاما (إن بنيته