ليسهل تناولها ، وربّما ذكرت أسماء غير تلك وأفعالا ، لمسيس الحاجة إلى شرحها.
حرف الألف
[الألف المفردة]
الألف المفردة ـ تأتي على وجهين.
أحدهما : أن تكون حرفا ينادى به القريب ،
______________________________________________________
(ليسهل) متعلق بالفعل من رتبتها ومعنى (تناولها) أخذها تقول : ناولته كذا فتناوله ، أي : خذه وهو مخصوص بالأجسام لكنه استعمل هنا في غيرها على سبيل الاستعارة ، ولما فيه من المبالغة حيث جعلت تلك الأمور المعقولة بمثابة الصور المحسوسة.
(وربما ذكرت) على سبيل القلة (أسماء غير تلك) التي عنيتها أولا ، وهي ما ليس متضمنا لمعنى الحروف ولا ظرفا ككل ، وكلا ، وكلتا ، (و) ربما ذكرت أيضا (أفعالا) كحاشا ، وخلا ، وعدا ، وإنما لم يصف الأفعال كما وصف الأسماء بكونها غير تلك ؛ لأن الأفعال لم تدخل في تلك المفردات التي عناها أولا حتى يقول : وأفعالا لا غير تلك (لمسيس الحاجة إلى شرحها) أي : شرح الأسماء التي لم تتقدم إرادتها والأفعال ، وقد يقال مقتضى قوله : أولا فإنها المحتاجة إلى ذلك أن لا يثبت لغيرها احتياج إلى ذلك لضرورة الحصر ، وهنا أثبت لغيرها الاحتياج فتنافى الكلامان ، وجوابه أن الحصر في الأول باعتبار شدة الاحتياج ، والحاجة في الثاني غير شديدة على ما يشعر به لفظ المسيس.
(حرف الألف) أي : الحرف الذي هو الألف فالإضافة بيانية ، والمراد به الهمزة ، وإنما عبّر عنها بالألف نظرا إلى أنها تصور في الخط كذلك ، وأما الألف المراد به الحرف الهوائي الممتنع الابتداء به فسيذكره المصنف تاليا لحرف الواو ثم المذكور في هذا الحرف المراد به الهمزة ، كلمات منها ما هو حرف واحد ، هو الألف ، ومنها ما هو فوق ذلك وأوله ألف.
(الألف المفردة تأتي) بتاء التأنيث لإسناده إلى ضمير المؤنث ، ولو ذكر باعتبار اللفظ لجاز لكن الأول أولى ؛ لأنه أنث أولا بقوله المفردة ، فالتأنيث ثانيا لغرض المناسبة (على وجهين) أي : طريقين تقول هذا وجه الكلام أي : طريقه المقصود منه.
(أحدهما أن تكون) بتاء التأنيث (حرفا ينادى به القريب) والإخبار عن الهمزة بأنها حرف للنداء كالإخبار في قولك : زيد قائم ، إذ هو باعتبار المسمى ، والمراد أن مسمى الهمزة وهوآه من قولك أزيد مثلا حرف نداء ، وهذا كقولهم : الباء حرف جر ، والواو حرف عطف ، أو يقال هو على تقدير مضاف حذف لظهور المراد ، والمعنى اسم ينادى به ، والباء اسم حرف جر ، والواو اسم حرف عطف ، وكذا كل ما هو بهذه المثابة ، والأمر فيه سهل وإنما نبهنا عليه ، لأن الشيخ