واسم بمعنى «عظيم» أو يسير» أو «أجل».
فمن الأول قوله [من الكامل] :
١٨٠ ـ قومي هم قتلوا ـ أميم ـ أخي ، |
|
فإذا رميت يصيبني سهمي |
فلئن عفوت لأعفون جللا ، |
|
ولئن سطوت لأوهنن عظمي |
______________________________________________________
العرب إلا معنى الجواب خاصة ، يقول القائل : هل قام زيد؟ فتقول في الجواب : جلل ، أي : نعم ، (أو اسم بمعنى عظيم أو يسير أو أجل) وهذا لا ينبغي للمصنف عده ؛ لأن الكلام في جلل المبنية على السكون ، ولا تكون إلا حرفا لا ينبغي أيضا عدها ؛ لأنه إنما يذكر في هذا الباب الحروف ، وما تضمن معناها من الأسماء والظروف ، وما تمس الحاجة إلى ذكره من فعل جامد أو اسم معرب يختص عن غيره من المعربات مثل كل ، وجلل الاسم بمنزلة زيد وعمرو وبكر وخالد لا حكم له يختص به دونها ، ومجرد موافقته للحرف في اللفظ لا يقتضي ذكره ، وإلا فما باله لم يقل في نعم : إنها تكون اسما وهي واحدة الأنعام ، ولم يقل في إلى : إنها تكون اسما بمعنى النعمة واحدة الآلاء.
(فمن الأول) وهو ورودها اسما بمعنى عظيم :
(قومي هم قتلوا أميم أخي |
|
فإذا رميت يصيبني سهمي |
فلئن عفوت لأعفون جللا |
|
ولئن سطوت لأوهنن عظمي) (١) |
أميم ترخيم أممية ارتكبه في غير النداء ؛ للضرورة ، ولكنه رخم على لغة من ينوي ثبوت المحذوف ، وهي اللغة الفصحى ، فإن قلت : أي دليل عليه فإن الميم هنا مفتوحة نويت المحذوف أم لم تنوه ؛ إذ هو مفعول قتلوا؟ قلت : الدليل عليه ترك التنوين ؛ لأنه اعتد بالمحذوف فمنعه الصرف ، فإن قلت : لعله إنما منع للضرورة لا للاعتداد بتاء التأنيث المحذوفة ، قلت : هذا مصير إلى القول المرجوح فإن المصروف لا يمنع ولو للضرورة على الصحيح ، وجللا إما صفة مصدر محذوف أي : عفوا عظيما أو منصوب على إسقاط الخافض ؛ أي : لا عفوا عن عظيم وإنما تكتب نون التوكيد الخفيفة هنا بالألف لعدم الإلباس كما في لنسفعا ، والسطو القهر بالبطش ، وأوهن أضعف.
__________________
(١) البيتان من البحر الكامل ، وهما للحارث بن وعلة في الدرر ٥ / ١٢٣ ، ولسان العرب ١١ / ١١٨ (جلل) ، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠ / ٢٣.