ـ حرف الخاء المعجمة ـ
* (خلا) على وجهين :
أحدهما : أن تكون حرفا جارّا للمستثنى ، ثم قيل : موضعها نصب عن تمام الكلام ، وقيل : تتعلّق بما قبلها من فعل أو شبهه على قاعدة أحرف الجر ، والصّواب عندي الأول ؛ لأنها لا تعدّي الأفعال إلى الأسماء ، أي : لا توصّل معناها إليها ، بل تزيل معناها عنها ، فأشبهت في عدم التعدية الحروف الزائدة ؛ ولأنها بمنزلة «إلّا» وهي غير متعلقة.
والثاني : أن تكون فعلا متعدّيا ناصبا له ،
______________________________________________________
غابر الأزمان فصرح بالزمان ، وليس بقاطع فإن الظرف المذكور إما لغو متعلق بيقدر وإما مستقر صفة لنجاحا ، وذلك لا يوجب أن يراد بحيث الزمان أيضا ؛ لاحتمال أن يكون المراد أينما تستقيم يقدر لك الله النجاح في الزمان المستقبل ، والنجاح الظفر بالمقصود والغابر المستقبل أو الماضي من الأضداد ، والمراد في البيت الأول ، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
(حرف الخاء المعجمة)
(خلا على وجهين :
أحدهما أن تكون حرفا جارا للمستثنى) نحو : قام القوم خلا زيد (ثم قيل موضعها نصب عن تمام الكلام) أي : إنها لا تتعلق بشيء ، وموضعها أي : موضع مجرورها نصب ؛ لأنه مستثنى بعد تمام الكلام فينصب كما ينصب المستثنى في قولك : قام القوم إلا زيدا ، (وقيل : تتعلق بما قبلها من فعل وشبهه على قاعدة أحرف الجر ، والصواب عندي الأول ؛ لأنها لا تعدي الأفعال إلى الأسماء أي : لا توصل معناها إليها بل تزيل معناها عنها) ، ولقائل أن يقول : لا نسلم أن معنى التعدية ما ذكره ، وإنما معناه جعل المجرور مفعولا به لذلك الفعل ، ولا يلزم منه إثبات ذلك المعنى للمجرور بل إيصاله إليه على الوجه الذي يقتضيه الحرف ، وهو هنا مفيد لانتفائه عنه ، وأما الاستدلال بأنها بمنزلة إلا وهي غير متعلقة فساقط ؛ لأنه لا يلزم من كون حرف بمعنى حرف آخر مساواته له في جميع أحكامه ، ألا ترى أن إلا التي هذا الحرف بمعناها لا تعمل الجر ، وهذا الحرف يعمله.
(والثاني أن يكون فعلا متعديا ناصبا له) أي : للمستثنى ، واحترز بقوله متعديا أي بنفسه عن أن يكون فعلا قاصرا يتعدى بواسطة من قولك : خلت الدار من الأنيس ؛ فإن هذا المعنى ليس مرادا في الاستثناء ، وإنما المراد فيه معنى المجاوزة الذي به يتعدى بنفسه ، كقولهم : افعل هذا