من القدس والأخ الزميل محمود كعابنة ، حيث قام الأول مشكورا بتصوير ما لديه من مخطوطات وتزويدي بها ، وقام الثاني بأعباء السفر لأكثر من مرة لتوفير المخطوطات المطلوبة من الجامعة الأردنية.
أما الصعوبة الثالثة فهي مشكلة الطباعة ، حيث إن هذا النمط من الرسائل غير معتاد عليه خاصة وجود الهوامش والرموز.
ورغم هذه الصعاب فقد قسمت هذا العمل إلى قسمين رئيسين ، تناولت في الأول منهما الحديث عن عصر مجير الدين العليمي ، فركزت على حياته التي تناولت التعريف باسمه ونسبه ولقبه وكنيته ، وولادته ونشأته ، وشيوخه ورحلاته ، ووظائفه ، ووفاته.
وفيما يخص الحياة العلمية في عصر المؤلف فقد بينت أشهر المدارس في الشام ، ونماذج من المدارس في بيت المقدس ، وأشهر المؤرخين في عصر المؤلف.
أما الجزء الأخير من هذا القسم والذي خصصته للتعريف بالكتاب فتناولت فيه عدة أمور شملت : موضوع الكتاب ومصادر المؤلف ونسخ المخطوط.
والقسم الثاني من هذا العمل تم تخصيصه لتحقيق النص.
إن التأريخ للقدس بحاجة إلى عمل موسوعي متخصص يقوم به المؤرخون الفلسطينيون والعرب ، لأن القدس ليست ملكا لأهلها وإنما ملك لأجيال المسلمين المتعاقبة ، وأمة لا تعرف ماضيها ، لن تعرف النهوض في حاضرها.
ولأن الطريق إلى القدس يبدأ من وعي التاريخ ، ووعي الحضارة ، فقد كانت هذه الدراسة ، وهي تحقيق كتاب الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ، أقل ما نقدمه خدمة لقضية المسلمين الأولى القدس.