وكان (١) مسكنه في جزيرة من جزائر البحر ، فانطلق إليه موسى واجتمع به ، وكان من شأنهما ما نص الله عليه في كتابه العزيز.
وعن ابن عباس (٢) ، رضياللهعنهما ، في قوله تعالى : (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما)(٣) قال كان لوح (٤) من ذهب مكتوب عليه بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله ، عجبا لمن يؤمن بالقدر / / كيف يحزن ، وعجبا لمن يعلم أن الموت (٥) حق كيف يفرح ، وعجبا لمن يرى الدنيا وتصاريف أهلها كيف يطمئن إليها ، ولما فارق موسى الخضر ، عليهماالسلام ، وودعه سار عنه حتى عاد إلى بني إسرائيل.
قصة البقرة (٦)
وكان في زمان (٧) بني إسرائيل في أيام موسى عبد صالح ، فمات وترك امرأته حاملا ، فولدت بعده غلاما فسمته أمه ميشا ، فكبر وكان صالحا بارا بأمه ، فأعلمته أمه أن أباه خلف عجلة ، وأنها دفعتها إلى الراعي (٨) وهي عنده وأمرته بأخذها منه ، فتوجه إلى الراعي وأخذها منه. فلما عاد ، قالت (٩) له : هذه بقرتك بارك الله لك فيها فانطلق إلى السوق ، فتعرض له ملك من الملائكة فقال له (١٠) : يا أيها الفتى البار لأمه! بكم تبيعها؟ فقال الفتى : بثلاثة دنانير على (١١) أن أستأذن أمي ، فقال له : خذ لك خمسة دنانير ولا تستأذن أمك ، فأبى وعاد لأمه (١٢) فأخبرها ، فقالت له : يا بني ارجع وبعها بخمسة دنانير ، فعاد بها إلى السوق وجاء (١٣) الملك فقال له : بكم تبيعها؟ فقال : بخمسة دنانير على أن أستأذن أمي ، فقال له (١٤) الملك : خذ لك
__________________
(١) وكان أ ج د ه : فكان ب.
(٢) ينظر : الثعلبي ١٢٨.
(٣) الكهف : [٨٢].
(٤) لوح أ ج د ه : لوحا ب.
(٥) يعلم أن الموت حق أ ج د ه : يعلم بالموت وأن الموت حق ب.
(٦) ينظر : الثعلبي ١٣٠ ؛ ابن كثير ، البداية ١ / ٢٩٣ ؛ النجار ٢٣٥.
(٧) زمان أ د ه : زمن ب ج / / في أيام أ ه : وأيام ب : ـ ج د.
(٨) إلى الراعي أ ج د ه : للراعي ب.
(٩) قالت أ ج ه : قالت له أمه ب : + أمه د.
(١٠) فقال له أ ج د ه : وقال له ب / / يا أيها أ : أيها ب ج د ه / / بكم أ ب ج ه : ـ د.
(١١) على أ ج د ه : بشرط ب.
(١٢) لأمه أ د : إلى أمه ب ج ه.
(١٣) وجاء أ د : فجاء ب : فجاءه ج ه.
(١٤) فقال له أ ج د ه : وقال ب.