فائدة
فإن قيل : لم سأل موسى ، عليهالسلام (١) ، الدنو من الأرض المقدسة ولم يسأل بيت المقدس ولا مكانا مخصوصا معروفا عند الناس؟.
فالجواب عنه : ما رواه القرطبي (٢) في تفسيره : بأنه إنما سأل الدنو (٣) منها لشرفها ولم يسأل مكانا معروفا : خوفا من أن يعبد ولا ينافي سؤاله الدنو منها القول بأن قبره بيت المقدس ، فإنه سأل شيئا أعطاه الله فوقه وهذا شأن الكريم يعطي فوق المسؤول (٤) ، وأما صلاته في قبره فلم تكن بحكم التكليف بل بحكم الإكرام والتشريف لأن الأنبياء ، عليهم الصلاة والسلام (٥) ، حبب إليهم في الدنيا عبادة الله تعالى ، فكانوا يلازمون ذلك وتوافوا (٦) عليه ، فشرفهم الله تعالى بإبقائهم على ما كانوا يحبون (٧) فعله في الدنيا ، فعبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة لا تكليفية (٨) ، وأما رأفته بهذه الأمة فيأتي طرف منها في قصة الإسراء على نبينا محمد ، صلىاللهعليهوسلم.
ذكر السبب في ملك سيدنا داود عليهالسلام
أقول ـ وبالله التوفيق ـ كما توفي سيدنا موسى الكليم ، على نبينا (٩) محمد وعليه أفضل الصلاة والسلام ، قام بعد وفاته بتدبير بني إسرائيل يوشع (١٠) ، عليهالسلام (١١) ، وهو من ذرية يوسف بن يعقوب ، عليهماالسلام ، وبعثه الله نبيا وأمره بقتل الجبابرة ، فتوجه ببني إسرائيل إلى أريحا الغور ، وأحاط بها ستة أشهر
__________________
(١) موسى عليهالسلام ب : ـ أ ج د ه / / الأرض المقدسة أ ب ج ه : بيت المقدس د.
(٢) القرطبي : محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي القرطبي ، نسبة إلى قرطبة ، من كبار المفسرين ، ومن أهل العبادة والصلاح ، من تصانيفه : الجامع لأحكام القرآن ، التقريب لكتاب التمهيد ، توفي عام ٧٧١ ه / ١٢٧٢ م ، ينظر : المقري ٣ / ٣٦٠ ؛ ابن العماد ٥ / ٣٣٥.
(٣) الدنو من الأرض المقدسة ب : الدنو.
(٤) المسؤول أ ج د ه : المطلوب ب / / بحكم التكليف بل أ ب ج ه : ـ د منها أ ج د ه.
(٥) عليهم الصلاة والسلام أ : عليهمالسلام ب ج د ه.
(٦) وتوافوا أ ج : وتوافقوا ب د : وتوقف ه.
(٧) يحبون أ ج د ه : يصغون ويحبون ب / / فعله في الدنيا ب ج د ه : ـ أ.
(٨) لا تكليفيه أ د ه : لا تكليف فيها ب ج.
(٩) على نبينا محمد وعليه أفضل الصلاة أ د ه : عليهالسلام ب : ـ ج.
(١٠) يوشع عليهالسلام : يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب ، ذكر أن الله تعالى جعل يوشع نبيا في زمن موسى ، فلما توفي موسى ابتعثه الله تعالى ، ينظر : الطبري ١ / ٤٣٥ ؛ ابن الجوزي ، المنتظم ١ / ٣٧٧ ؛ ابن كثير ، البداية ١ / ٣١٩.
(١١) عليهالسلام أ : ـ ب ج د ه.