سنين (١) أحكام بني إسرائيل وقضاتهم ، فيكون انقضاء سنين حكامهم في سنة ٤٩٣ لوفاة موسى ، عليهالسلام.
ثم حضر بنو إسرائيل إلى شمويل (٢) وسألوه أن يقيم فيهم ملكا ، فأقام فيهم شاؤل وهو طالوت بن قيس وسبط بنيامين ، ولم يكن طالوت من أعيانهم قيل : أنه كان راعيا ، وقيل (٣) : سقاء ، وقيل : دباغا ، فملك طالوت سنتين واقتتل هو جالوت ، وكان جالوت من جبابرة الكنعانيين ، وكان ملكه بجهات فلسطين ، وكان من الشدة وطول القامة بمكان عظيم.
فلما برز (٤) للقتال طلب طالوت داود ، عليهالسلام ، وكان أصغر بني أبيه ، وأمره بمبارزة جالوت بعد أن رأى فيه العلائم التي يستدل بها على أنه هو الذي يقتل جالوت وهي دهن ، كان يستدير على رأس من يكون فيه السر ، وأحضر أيضا تنورا حديدا وقال : الشخص الذي يقتل جالوت يكون ملأ هذا التنور ، فلما اعتبر داود ملأ التنور (٥) ، واستدار الدهن على رأسه ، ولما تحقق ذلك منه بالعلامة ، أمره طالوت بمبارزة (٦) جالوت ، فبارزه وقتل داود جالوت ، وكان عمر داود إذ ذاك ثلاثين سنة.
ثم بعد ذلك مات شموئيل (٧) ، فدفنه بنو إسرائيل في الليل ، وناحوا عليه ، وكان عمره اثنين وخمسين سنة.
وأحب الناس داود ومالوا إليه بالمحبة (٨) ، فحسده طالوت حسدا عظيما ، وقصد قتله مرة بعد أخرى ، فهرب داود منه ، وبقي متحرزا على نفسه ، وندم طالوت (٩) بعد ذلك على ما كان منه من قصد قتل داود ، ثم إن طالوت قصد فلسطين للعزاة وقاتلهم حتى قتل هو وأولاده في الغزاة ، فيكون موته في أواخر سنة خمس وتسعين وأربعمائة لوفاة موسى ، عليهالسلام.
__________________
(١) سنين أحكام أ : سني أحكام ب د : سنين بني إسرائيل ج : سني بني إسرائيل ه.
(٢) إلى شمويل أ ب ج ه : إليه د.
(٣) وقيل أ ب ج د : فقيل ه / سقاء أ ج د ه : وكان سقاء ب.
(٤) برز أ ج د ه : برزوا ب.
(٥) فلما اعتبر داود ملأ التنور أ ب ج ه : ـ د.
(٦) بمبارزة أ د : أن يبارز.
(٧) شموئيل أ : شمويل ب ج د ه.
(٨) بالمحبة ب : ـ أ ج د ه.
(٩) وندم طالوت أ ج د ه : ثم ندم ب / / على ما كان منه من قصد أ د : على ما كان منه في حق داود ب : على ما كان منه فيما قصد د ه / / قتل داود أ : قتله ب ج د ه.