نوح ، عليهماالسلام ، وكان محل المسجد بين عمران المدينة وهو صعيد واحد والصخرة الشريفة قائمة في وسط حتى بناه داود ، ثم سليمان ، عليهماالسلام.
وكان من خبر ذلك ما روي أن الله ، عز وجل ، لما أوحى إلى سليمان ، عليهالسلام ، أن ابن بيت المقدس جمع حكماء الأنس والجن وعفاريت الأرض وعظماء الشياطين وجعل منهم فريقا يبنون ، وفريقا يقطعون الصخور والعمد من معادن الرخام (١) ، وفريقا يغوصون في البحر فيخرجون منه الدر والمرجان (٢) ، وكان في الدر ما هو مثل بيضة النعامة وبيضة الدجاجة ، وأخذ في بناء بيت المقدس وأمر ببناء المدينة بالرخام والصفاح (٣) وجعلها اثني عشر ربضا (٤) ، وأنزل كل ربض منها سبطا من الأسباط ، وكانوا اثني عشر سبطا ، فلما فرغ من بناء المدينة ابتدأ في بناء المسجد ، فلم يثبت البناء ، فأمر بهدمه ثم حفر الأرض (٥) حتى بلغ الماء ، فأسسه على الماء وألقوا فيه الحجارة ، فكان الماء يلفظها فدعا سليمان ، عليهالسلام ، الحكماء الأخيار (٦) ورئيسهم آصف بن برخيا واستشارهم فقالوا : إنا نرى أن نتخذ (٧) قلالا من نحاس ثم نملأها حجارة ثم نكتب عليها الكتاب الذي في خاتمك (٨) ثم نلقي القلال في الماء ، وكان الكتاب الذي على الخاتم لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد عبده ورسوله.
ففعلوا فثبتت القلال ، فألقوا المؤن والحجارة عليها ، وبنى حتى ارتفع بناؤه ، وفرق الشياطين في أنواع العمل ، فدأبوا (٩) في عمله وجعل فرقة منهم يقطعون معادن الياقوت والزمرد ويأتون بأنواع الجواهر ، وجعل الشياطين صفا مرصوفا (١٠) من معادن الرخام إلى حائط المسجد ، فإذا قطعوا من المعادن حجرا أو أسطوانة
__________________
(١) الرخام : ضرب من الحجارة استخدم في العمارة الإسلامية ، ينظر : ابن منظور ، لسان ١٢ / ٢٣٤ ؛ المعجم الوسيط ١ / ٣٤٩ ؛ بعلبكي ١ / ٥٣٧ ؛ غالب ١٩٩.
(٢) والمرجان أ ب ج د : + والجواهر ه.
(٣) الصفاح : حجارة رقيقة عريضة ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٢ / ٥١٣ ؛ المعجم الوسيط ١ / ٥٣٥.
(٤) ربض : الناحية من الشيء وما حول المدينة ، ينظر : ابن منظور ، لسان ٧ / ١٥٢ ؛ المعجم الوسيط ١ / ٣٣٤.
(٥) حفر الأرض أ ب : حفر الأساس ج د ه.
(٦) الأخيار أ ج ه : الأحبار ب د.
(٧) أن نتخذ أ ب : أن نأخذ ج د ه.
(٨) في خاتمك أ ب ه : على خاتمك ج د / / على الخاتم أ ب : في خاتمه ج د : في خاتمك د.
(٩) فدأبوا أ ب ج ه : ـ د.
(١٠) مرصوفا أ : مرصوصا ب ج د ه / / حائط أ ب ه : حيطان ج د.