الماء (١) ويراه تحت الأرض كما يرى في الزجاجة (٢) ، فيعرف قربه من بعده.
فينقر الأرض حتى تجيء الشياطين فيسلخونها ويستخرجون الماء ، فلما نزل سليمان قال الهدهد : إن سليمان قد اشتغل بالنزول ، فارتفع نحو السماء حتى نظر إلى طول الدنيا وعرضها ، فنظر يمينا وشمالا ، فرأى بستانا (٣) لبلقيس ، فمال إلى الخضرة ، فوقع فيه فإذا هو هدهد ، فهبط عليه ، وكان اسم هدهد (٤) سليمان يعفور واسم هدهد اليمن عنفير.
فقال عنفير اليمن ليعفور سليمان : من أين أقبلت وأين تريد؟ قال : أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان بن داود ، فقال : ومن سليمان؟ قال : ملك الجن والإنس (٥) والشياطين والوحوش والطيور والرياح ، فقال يعفور لعفير : من (٦) أين أنت؟ قال : أنا من هذه البلاد ، قال : ومن ملكها؟ قال : امرأة يقال لها بلقيس وإن لصاحبكم ملكا عظيما ولكن ليس ملك بلقيس دونه ، فإنها ملكة اليمن كلها وتحت يديها اثنا عشر ألف قائد تحت يد كل قائد مائة ألف مقاتل ، فهل أنت منطلق معي حتى تنظر إلى ملكها؟ قال : أخلف أن يفتقدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج الماء ، قال الهدهد اليماني : إن صاحبكم يسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة ، فانطلق معه ونظر (٧) إلى بلقيس وملكها وما رجع إلى سليمان إلى وقت (٨) العصر ، فلما نزل ودخل عليه وقت الصلاة ، وكان نزل على غير ماء ، فسأل الجن والإنس والشياطين عن الماء فلم يعلموا ، فتفقد الطير ففقد الهدهد فدعى عريف الطير (٩) وهو النسر فسأله عن الهدهد فقال : أصلح (١٠) الله الملك ما أدري أين هو وما أرسلته مكانا ، فغضب عند ذلك سليمان وقال : (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (٢١))(١١).
__________________
(١) موضع الماء أ ب ه : مواضع ج د.
(٢) الزجاجة أ ب : الزجاج ج د ه.
(٣) بستانا لبلقيس أ ب : بستانا مليح لبلقيس ج د ه / / فمال إلى الخضرة فوقع فيه أ ب : ـ ج د ه.
(٤) هدهد أ ج د ه : بهدهد ب.
(٥) الجن والإنس أ : الإنس والجن ب ج د ه / / والشياطين أ ب ج ه : ـ د.
(٦) من أ : فمن ب ج د ه.
(٧) ونظر أ ج د ه : حتى نظر ب.
(٨) إلى وقت أ د : إلا وقت ب : لوقت ج ه.
(٩) الطير أ ب ج ه : الطيور د.
(١٠) أصلح الله الملك أ ب ج د : ـ ه.
(١١) النمل : [٢١].