وفي السنة الرابعة من ملكه ، وهي السابعة (١) من ملك يهوياقيم ، سار بخت نصر بالجيوش إلى الشام ، وغزا بني إسرائيل لما حصل منهم من التغيير (٢) والتبديل وفعل القبيح فلم يحاربه يهوياقيم ودخل تحت طاعته فأبقاه بخت نصر على ملكه ، ورجع بنو إسرائيل (٣) إلى الله تعالى ، وتابوا عن المعاصي ، فرد الله عنهم بخت نصر وبقي يهوياقيم تحت طاعة بخت نصر ثلاث سنين ، ثم خرج عن طاعته وعصى عليه (٤) ، فأرسل بخت نصر وأمسك يهوياقيم ، وأمر بإحضاره ، فمات يهوياقيم في الطريق من الخوف ، فكانت مدة ولايته نحو إحدى عشرة سنة ، وانقضى ملكه في أوائل (٥) سنة ثمان لابتداء ملك بخت نصر.
ولما أخذ يهوياقيم المذكور إلى العراق استخلف مكانه ابنه يخنيو ، بفتح المثناة من تحتها والخاء المعجمة وسكون النون وضم المثناة من تحتها ثم واو ، فأقام موضع أبيه مائة يوم ، ثم أرسل بخت نصر من أخذه إلى بابل وأخذ معه أيضا جماعة منعلماء بني إسرائيل من جملتهم : دانيال النبي ، وحزقيل (٦) النبي ، وهو من نسل هارون ، عليهالسلام ، وحال وصول يخنيو سجنه بخت نصر. ولم يبرح مسجونا حتى مات بخت نصر.
ولما أمسك بخت نصر يخنيو نصب مكانه على بني إسرائيل عم يخنيو المذكور ، وهو صدقيا ، بكسر الصاد المهملة وسكون الدال المهملة وكسر القاف وفتح الياء المثناة من تحتها مع التشديد وبعدها ألف ، واستمر صدقيا تحت طاعة (٧) بخت نصر ، وكان أرميا النبي ، عليهالسلام ، في أيام صدقيا فبقي يعظه ويعظ بني إسرائيل لما أحدثوا من المعاصي والطغيان ونقض التوبة ، ويهددهم ببخت نصر وهم لا يلتفتون إلى وعظه.
وفي السنة التاسعة من ملك صدقيا عصى على بخت نصر ، وكان أرميا ، عليهالسلام ، قد رأى بخت نصر قديما ، وهو صبي أقرع ، ورآه (٨) يأكل ويتغوط
__________________
(١) وهي السابعة أ ب ج د : ـ ه.
(٢) التغير أ د : التغيير ب ج ه.
(٣) ورجع بنو إسرائيل ... ثلاث سنين أ ب ج : ـ د ه.
(٤) وعصي عليه أ ج د : وعصاه ب : وحصل عليه ه.
(٥) في أوايل أ ب ج د : أوائل ه.
(٦) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٥٣٨ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ١٤٩ ؛ ابن كثير ، البداية ٢ / ٣٣ ؛ القرماني ١ / ١٩١.
(٧) طاعة بخت نصر أ ب ج د : طاعته ه.
(٨) ورآه أ ب ج د : ـ ه.