ويقتل القمل ، فقال له : ما هذا؟ فقال : أذى يخرج ومنفعة تدخل وعدو يقتل ، فقال له : سيكون لك شأن ، فأخذ أرميا من بخت نصر أمانا لبيت المقدس ومن فيها ، وكتب له الأمان في جلد ، فلما صار الملك إلى بخت نصر وعصى عليه صدقيا ، كما تقدم ، قصد بخت نصر بيت المقدس ، فلما بلغ سهول الرملة وأعلم أرميا بذلك سار إليه وأعطاه الأمان ، فنظره وقال : هو أماني ولكني مبعوث ، وقد أمرت أن أرمي بسهمي (١) فحيثما وقع سهمي طلبت الموضع ، فرمى بسهمه فوقع في قبة بيت المقدس ، فرجع أرميا إلى أهل (٢) بيت المقدس وأخبرهم بذلك.
ثم سار بخت نصر بالجيوش ، وكان معه ستمائة (٣) ألف راية ، ودخل بيت المقدس ، وأعانهم على ذلك النصارى (٤)(٥) قال الله تعالى : (أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ)(٦). قال : وهم النصارى ، لا يدخلون (٧) المسجد إلا مسارقة إن قدر عليهم عوقبوا (لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ)(٨) قال : يعطون الجزية عن يد (وَهُمْ صاغِرُونَ) (٢٩) (٩).
ذكر عمارة بيت المقدس الثانية (١٠)
لما جرى ما ذكر من تخريب بيت المقدس ولبثه على التخريب سبعين سنة ، عمّره بعد ذلك بعض ملوك الفرس واسمه عند اليهود ، كورش (١١). وقيل : اختلف فيه ، فقيل : هو دارا بن بهمن ، وقيل : هو بهمن المذكور وهو الأصح. وكان كريما متواضعا علامته على كتبه : من أردشير بهمن ، عبد الله ، وخادم الله ، والسائس لأمركم (١٢) ، وتفسير بهمن بالعبرانية : الحسن النية.
__________________
(١) بسهمي أ ج د ه : سهمي ب.
(٢) أهل ب ج د ه : أهالي أ.
(٣) ستمائة ألف أ ج د ه : ستمائة ب.
(٤) كيف يكون هناك نصارى والمسيح لم يبعث إلا بعد قرون؟!!.
(٥) النصارى أ ج د ه : الروم ب.
(٦) البقرة : [١١٤].
(٧) يدخلون ب ج ه : يدخلوا أ د.
(٨) البقرة : [١١٤].
(٩) التوبة : [٢٩].
(١٠) ينظر : الطبري ، تاريخ ١ / ٥٧١ ؛ ابن الأثير ، الكامل ١ / ١٥٨ ؛ القرماني ١ / ٩٣.
(١١) وفي الطبري باسم كيرش ، ينظر : الطبري ١ / ٥٧١ ؛ وعند القرماني يوشك ١ / ٩٣.
(١٢) لأمركم أ ج د : لأموركم ب : وأمركم ه.