ولما تولى بطليموس (١) الثاني تخت أخيه المسمى عند اليهود ـ ثلماي ـ وجد جملة (٢) من الأسرى منهم نحو ثلاثين ألفا من اليهود ، فأعتقهم كلهم ، وأمرهم بالرجوع إلى بلادهم. ففرحوا بذلك وأكثروا له بالدعاء والشكر. فأرسل رسولا وهدايا إلى بني إسرائيل المقيمين بالقدس الشريف وطلب منهم أن يرسلوا إليه عدة (٣) من علماء بني إسرائيل لنقل التوراة وغيرها إلى اللغة اليونانية. فسارعوا إلى امتثال أمره ، ثم إن بني إسرائيل تزاحموا على الرواح إليه ، وبقي كل منهم يختار ذلك واختلفوا ، ثم اتفقوا على أن يبعثوا إليه من كل سبط من أسباطهم ستة. فبلغ ذلك من عددهم اثنين وسبعين رجلا.
فلما وصلوا إلى بطليموس المذكور المسمى عندهم ثلماي ، أحسن إليهم ، قراهم ، وصيرهم ستا وثلاثين فرقة ، وخالف بين أسباطهم ، وأمرهم ، فترجموا له ستا وثلاثين نسخة من التوراة ، وقابل بعضها إلى بعض ، فوجدها مستوية لم تختلف اختلافا يعتد به ، وفرق النسخ المذكورة في بلاده. وبعد فراغهم من الترجمة ، أكثر لهم الصلاة وجهزهم إلى بلدهم (٤). وسأله المذكورون في نسخة من تلك النسخ ، فأسعفهم بنسخة ، فأخذها المذكورون وعادوا بها إلى بني إسرائيل ببيت المقدس.
فنسخة التوراة المنقولة لبطليموس (٥) المسمى ثلماي ، أصح نسخ التوراة وأثبتها ، وهي التوراة اليونانية التي عليها عمل المؤرخين. وأما التوراة العبرانية وهي التي بأيدي اليهود ، والتوراة السامرية (٦) فكل واحدة منهما مبدلة لا عمل عليها ، والله أعلم.
ذكر سيدنا يونس بن متى عليهالسلام (٧)
ومتى أبو يونس ، وقيل : إن متى (٨) أمه ، والذي عليه أكثر العلماء ، إنه أبوه.
__________________
(١) بطلميوس أ ج ه : بطليوس ب د.
(٢) جملة أ ج ه : جماعة ب د / / الأسرى أ ه : الأسارى ب ج د.
(٣) إليه عدة ب ج : له عدة أ د ه.
(٤) بلدهم أ : بلادهم ب ج د ه.
(٥) لبطليموس أ ج ه : بطليوس ب د.
(٦) منسوبة إلى السمرة وهي طائفة يهودية تعيش في مدينة نابلس على جبل جرزيم ، ويعدون توراتهم هي الحقيقة وما سواها مزيف ، وأنهم أتباع موسى الحقيقيون ، ينظر : الحموي ، معجم البلدان ٣ / ٢٠٠ ؛ شريدة ١٨ ؛ Auirgod.Samaria IV.
(٧) ينظر : سفر يونان ، الإصحاح الأول ١٣١٥ ؛ الطبري ، تاريخ ٢ / ١١ ؛ المسعودي ١ / ٢١٣ ؛ الثعلبي ٢٣٨ ؛ ابن كثير ، البداية ١ / ٢٣١ ؛ القرماني ١ / ١٥٨.
(٨) أن متى أ ج د ه : ـ ب.