بالمنجنيق ، وأمر بقطع أعناقهم ، ثم رحل عنهم فنزل بالجعرانة (١)(٢) ، وأتى إليه بعض هوازن ودخلوا عليه ، فرد عليهم نصيبه ونصيب بني عبد المطلب ، ورد الناس أبناءهم ونساءهم ، ثم لحق مالك بن عوف (٣) ـ مقدم هوازن ـ برسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، وأسلم وحسن إسلامه ، واستعمله رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، على قومه وعلى من أسلم من تلك القبائل. وكانت عدة السبي الذي أطلقه ستة آلاف. ثم قسم الأموال وكانت عدة الإبل أربعة وعشرين ألف بعير ، والغنم أكثر من أربعين ألف شاة ، ومن الفضة (٤) أربعة آلاف أوقية ، وأعطى المؤلفة قلوبهم مثل : أبي سفيان وابنيه يزيد ومعاوية ، وسهل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل (٥) ، والحارث بن هشام أخي أبي جهل ، وصفوان بن أمية وهؤلاء من قريش ، وأعطى الأقرع بن حابس التميمي (٦) ، وعيينة بن حصن (٧) ، ومالك بن عوف ـ مقدم هوازن ـ وأمثالهم ، فأعطى لكل واحد (٨) من الأشراف مائة من الإبل ، وأعطى الآخرين أربعين أربعين ، وأعطى العباس بن مرداس السلمي (٩) أباعر لم يرضها (١٠) وقال في ذلك أبيات شعر :
فأصبح نهبي ونهب العبيد بين عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس يفوقان مرداس في مجمع
وما كنت دون امرىء منهما ومن تضع اليوم لم يرفع (١١)
فروي أن النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، قال : «اقطعوا عني لسانه» (١٢) ، فأعطي حتى رضي ، ولما فرق رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، الغنائم لم يعط الأنصار شيئا ، فوجدوا في أنفسهم ، فدعاهم رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «إن قريشا حديث عهد بجاهلية ومصبئة وإني أردت أن أحبوهم (١٣)
__________________
(١) الجعرانة : منزل بين الطائف ومكة وهي إلى مكة أقرب ، نزله النبي ، صلىاللهعليهوسلم ، وقسم غنائم حنين ، ينظر : البغدادي ، مراصد ١ / ٣٣٦.
(٢) بالجعرانة ب ج د ه : الجعران أ.
(٣) مالك بن عوف ب ج ه : ملك بن عوف أ د.
(٤) ومن الفضة أ ب د : + والذهب ج ه.
(٥) ينظر : ابن خياط ، الطبقات ٥٣ ؛ ابن سعد ٦ / ٤.
(٦) ينظر : ابن خياط ، الطبقات ٣٠٣ ؛ ابن سعد ٧ / ٢٧.
(٧) ينظر : ابن قتيبة ، المعارف ١٩٢.
(٨) لكل واحد أ ج ه : ـ ب د.
(٩) ينظر : ابن خياط ، الطبقات ١٠٠ ؛ ابن قتيبة ، المعارف ١٩٢.
(١٠) لم يرضها أ ب ج د : ـ ه / / أبيات أ ج : أبياتا ب د ه.
(١١) ينظر : ابن هشام ٤ / ١٠٢.
(١٢) ينظر : ابن هشام ٤ / ١٠٢.
(١٣) أحبوهم ب د ه : أجيرهم أ : أخيرهم ج.