فأقبل السلطان على عكا وخيم قريبا منها ، وأصبح يوم الخميس ركب لحربها فخرج أهل البلد يطلبون الأمان ، فأمنهم وخيرهم بين المقام والانتقال ، وأمهلهم أياما حتى ينتقل من يختار النقلة فأسرع الفرنج للخروج (١) منها ، ودخل الجند واستولوا على الدور ، ونزلوا بها وغنموا منها شيئا كثيرا.
وكان السلطان جعل للفقيه ضياء الدين عيسى الهكاري (٢) كل ما يتعلق بالداوية (٣) من منازل وضياع ، فأخذها بما فيها ، ووهب عكا لولده الملك الأفضل ، ودخلها المسلمون يوم الجمعة مستهل جمادى الأولى وصلى بها الجمعة (٤) ، وجعلت الكنيسة العظمى مسجدا جامعا ، ورتب فيه القبلة والمنبر ، وخطب جمال الدين عبد اللطيف بن الشيخ أبي النجيب (٥) السهروردي (٦) ، وتولى بها القضاء والخطابة.
وأقام السلطان في مخيمه (٧) بباب عكا على التل ، وكتب لأخيه الملك العادل سيف الدين أبي بكر وهو بمصر يعلمه بالفتح ، فوصلت البشائر للسلطان بوصوله ، وأنه فتح في طريقه حصن مجدل يابا (٨) / / ومدينة يافا عنوة ، وغنم ما فيها (٩) ، فتوجه إليه القصاد من أخيه السلطان الملك الناصر (١٠) ، وأنعم عليهم مما غنمه وسباه بشيء كثير واستمر السلطان مقيما بمخيمه ، وفرق الأمراء لفتح البلاد المجاورة ، وأمدهم بالعساكر (١١).
فتح الناصرة وصفورية (١٢)
فسار مظفر الدين كوكبوري (١٣) صاحب اربد ، الملقب بالملك المعظم ، إلى
__________________
(١) للخروج أ ج : في الخروج ب ه : ـ د.
(٢) ينظر : المقدسي ، الذيل ١٦١ ؛ ابن خلكان ٣ / ٤٩٧ ـ ٤٩٨ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢٠٩.
(٣) بالداوية أ ج : بالراوية ب ه : ـ د.
(٤) وصلى بها الجمعة أ : وصليت الجمعة بها ب ج ه : ـ د.
(٥) النجيب أ ج ه : نجيب ب : ـ د.
(٦) ينظر : المقدسي ، الروضتين ٢ / ٨٧.
(٧) في مخيمه أ ج هت : في خيمه ب : ـ د.
(٨) مجدل يابا : قرية قرب الرملة بها حصن محكم ، ينظر : ياقوت ، معجم البلدان ؛ أبو الفداء ، تقويم ١٥٨ ؛ البغدادي ، المراصد ٣ / ١٢٣٠.
(٩) ينظر : أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٨٧ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢٠٩.
(١٠) الناصر أ ج ه : ـ ب د.
(١١) ينظر : أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٧٩ ؛ ابن كثير ، البداية ١٢ / ٣٢٢.
(١٢) ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ١٧٩ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٨٧ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢٠٩.
(١٣) ينظر : أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٨٧.