الخادم لسانا شارحا ، ومبشرا صادحا (١) ، يطالع بالخير على سياقته ، ويعرض بجيش المسرة من طليعته إلى ساقته ، وهو فلان فليسمع منه وليرو عنه ، والرأى أعلى إن شاء الله تعالى ، والله الموفق.
هذا آخر الرسالة الفاضلية (٢).
ورحل السلطان عن القدس يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان (٣) وودعه ولده الملك العزيز وسار معه قدر مرحلة ثم وصاه وشيعه ، وصحب أخاه الملك العادل فوصل إلى عكا في أول شهر رمضان فخيم بظاهرها.
ثم سار فوصل إلى صور تاسع شهر رمضان يوم الجمعة فنزل بعيدا من سورها ، ومكث حتى ورد عليه العسكر وتكامل ، ثم تقدم إليها في يوم الخميس الثاني والعشرين من رمضان وحاصرها. وحضر إليه ولده الملك الظاهر غياث الدين غازي فشدا أزره. وزحفوا على الكفار ، وقطعت الأشجار ، ورمى عليهم بالمجانيق (٤) ، واشتد الأمر وتعسر الفتح.
ذكر ما تم على الأسطول (٥)
وكان السلطان قد تقدم من صور وأحضر إليها من عكا ما كان بها من مراكب الأسطول ، فوصلت منها عشر شواني مشحونة بالرجال والعدد ، واتصلت بها مراكب المسلمين من بيروت وجبيل ، فاستشعر المركيس الضرر ، وعمر الآخر مراكب.
وكانت مراكب المسلمين بالساحل محفوظة بالعسكر ولا يتمكن الفرنج منها وكل من الفريقين يعالج الآخر (٦) ، فاطمأن المسلمون واغتروا بالسلامة ، وبات ليلة خمس شوان (٧) ، وربطوا بقرب ميناء صور وسهروا إلى قريب الصبح ، فغلب عليهم القوم فما انتبهوا إلا وسفن الفرنج محيطة بهم ، فأخذت شواني المسلمين ، وأسروا منها جماعة ، فاغتم السلطان.
لذلك وكانت هذه أول حادثة حدثت للمسلمين / / فانزعج العسكر الإسلامي
__________________
(١) صادحا ابن خلكان : صالحا أ ج د ه.
(٢) الفاضلية ب : ـ أ ج د ه.
(٣) الخامس والعشرين من شعبان أ ج د ه : الحادي والعشرين من شهر ب.
(٤) بالمجانيق أ : بالمناجيق ب د ه : ـ ج.
(٥) ينظر : ابن شداد ٦٦ ؛ ابن خلكان ٧ / ١٨٨ ـ ١٨٩.
(٦) الآخر ب د ه : ـ أ ج.
(٧) خمس شوان أ د ه : خامس شوال ب : ـ ج.