المسلمين عشرة أنفس ، وكتب السلطان إلى بغداد ودمشق وغيرهما يبشر بذلك.
ذكر ما تجدد للفرنج بوصول الكندهري (١)(٢)
وما زال الفرنج في وهن وضعف حتى وصل في البحر رجل يقال له : كندهري ، وهو عندهم عظيم القدر ، فأفاض (٣) عليهم الأموال فقوي أهل الكفر. وشاع هذا الخبر فتشاور (٤) السلطان وأكابره ، ورحل يوم الأربعاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة إلى منزله الأول بالخروبة واشتغل بتدبير أمره ، والأخبار متواردة من عكا مع السباحين وبطاقات الحمام وأخبار ملك الألمان متواصلة بضعف حالة وتلاشي أحواله.
حريق المنجنيقات (٥)(٦)
وفي رجب من السنة المذكورة (٧) أنفق الكندهري على الرجال فأعطى عشرة آلاف رجل في يوم واحد ليجدوا معه في القتال ، وضايق عكا ونصب عليها المجانيق ، فاشتد عزم المسلمين ممن بعكا وخرجوا بالفارس والراجل وحالوا بين الفرنج وبينها ، وخرج الزراقون (٨) من البلد ورموا النار فيها فاحترق جميعها ، وقتل في ذلك اليوم من الفرنج سبعون فارسا ، وأسر منهم خلق كثير ، فخمد الفرنج بذلك ، وكان من جملتها منجنيقان كبيران مصروف أحدهما ألف وخمسمائة دينار ، وكان ذلك في الليلة الأولى من شعبان.
وصول ولد ملك الألمان الذي قام مقام أبيه إلى الفرنج بعكا (٩)
وصل إلى السلطان خبر وصوله في سادس شعبان وحزرهم من شاهدهم بخمسة عشر ألفا ، ووصل في البحر إلى عكا آخر النهار سادس شهر رمضان فرآه
__________________
(١) ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢٠٨ ؛ ابن شداد ١١٠ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٥٩ ؛ ابن كثير ، البداية ١٢ / ٣٣٧.
(٢) ذكر ما تجدد ... الكندهري أ ب د : ـ ج ه.
(٣) فأفاض أ ج د ه : أفاض ب : ـ ج.
(٤) فتشارو ب د ه : فتسامح أ : ـ ج.
(٥) ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢٠٨ ـ ٢٠٩ ؛ ابن شداد ١١٢ ـ ١١٤ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٥٩ ؛ ابن كثير ، البداية ١٢ / ٣٣٧.
(٦) حريق المنجنيقات أ ب د : ـ ج ه.
(٧) المذكورة ب : ـ أ ج د ه.
(٨) الزراقون : الرماة بالمزاريق ، جمع مزراق (الرماح القصيرة) ، ينظر : الحسيني ٤٤٦.
(٩) ينظر : أبو شامة ، الروضتين ٢ / ٢٠٧ ؛ ابن شداد ١١٩ ؛ ابن كثير ، البداية ١٢ / ٣٣٦ ؛ غنيم ٥٠ ـ ٥١.