وفي الرابع والعشرين من ذي الحجة أخذ من الفرنج مركوسين (١) فيهما نيف وخمسون نفرا ، وفي الخامس والعشرين منه أخذ أيضا مركوسا / / فيه جماعة من أعيانهم (٢) الفرنج ومعهم ملوطة (٣) مكللة باللؤلؤ بأزرار الجوهر ، قيل : إنها من ثياب ملك الألمان ، وأسر فيه رجل كبير ، قيل : إنه ابن أخيه ، واستشهد في هذه السنة جماعة بعكا من الأمراء.
ودخلت سنة ٥٨٧ ه (٤)(٥) والشتاء موجود ، والمسلمون مع الكفار في وقعات ، وفي أول ليلة من شهر ربيع الأول خرج المسلمون على العدو فكبسوه في مخيمه ، وأسروا من الفرنج ، وقتلوا وعادوا سالمين ومعهم اثنتا عشرة امرأة في السبي.
وفي يوم الأحد ثالث الشهر المذكور (٦) ، ثار الحرب بين المسلمين والكفار ، فنصر الله المسلمين ، وهلك من الفرنج خلق كثير (٧) ، وقتل منهم مقدم كبير ، ولم يفقد من المسلمين إلا خادم صغير ، وكمن المسلمون كمائن ، ووصل إلى السلطان من بيروت خمسة وأربعون أسيرا من الفرنج وقدم على السلطان جماعة من عسكر الإسلام.
وصول ملك الإفرنسيس واسمه فيليب (٨) لنجدة الفرنج بعكا (٩)
وفي ثاني عشر شهر ربيع الأول يوم السبت وصل ملك الإفرنسيس إلى الفرنج وكان في عدد قليل.
ومن النوادر أنه كان مع هذا الملك بازي أشهب ففارقه يوم وصوله وطار ووقع على سور (١٠) عكا فأمسكه المسلمون وأحضروه للسلطان. فسر بذلك ، وبذل
__________________
(١) مركوسين ب د ه : مركوسان أ : ـ ج.
(٢) من أعيانهم الفرنج أ د : من أعيان الإفرنج ب ه : ـ ج.
(٣) ملوطة : رداء فوقاني وهو عباءة خاصة بأمير عظيم في العصر المملوكي المتأخر ، ينظر : الحسيني ٤٦٣.
(٤) ٥٨٧ ه / ١١٩١ م.
(٥) ٥٨٧ ه أ د ه : سبع وثمانين وخمسمائة ب : ـ ج.
(٦) المذكور ب د ه : ـ أ ج.
(٧) كثير ب د ه : ـ أ ج.
(٨) هو ملك فرنسا فيليب أو بخسطس ، ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢١٣ ؛ رنسيمان ٣ / ٢٣.
(٩) ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢١٣ ؛ ابن شداد ١٣٦ ـ ١٣٧ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٨٢.
(١٠) سور ب د ه : صور أ : ـ ج.