العسكر (١) / / ورحل ونزل بالرملة وقد اجتمع العسكر (٢) من سائر البلاد وقوي واشتد عزم المسلمين ، وحصل لهم السرور (٣) بفتح يافا وأخذ ما فيها وتباشروا بالنصر وخذلان العدو.
الهدنة العامة (٤)
لما عرف ملك الإنكثير اجتماع العساكر واتساع الخرق عليه ، وأن القس قد امتنع أخذه قصر عما كان فيه وخضع وأظهر أنه لم يهادن السلطان (٥) ، وأقام وجد في القتال ، ثم طلب المهادنة وكاتب الملك العادل يسأله الدخول على السلطان في الصلح. فلم يجب السلطان لذلك ، وأحضر السلطان الأمراء وشاورهم ، وقال لهم : نحن بحمد الله في قوة وقد ألفنا الجهاد وما لنا شغل إلا العدو ، وحرضهم على التثبت والتصميم وحثهم على الجهاد ، فقالوا له : رأيك سديد والتوفيق في كل ما تريد ، غير أن البلاد تشعثت (٦) وقلت الأقوات وإذا حصلت الهدنة ففي مدتها نستريح ونستعد للحرب والصواب القبول عملا بقول الله عز وجل : (* وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها)(٧) ، وتعود البلاد (٨) إلى العمارة واستيطان أهلها وتكثر في مدة الهدنة الغلة ، وإذا عادت أيام الحرب عدنا. وما زالوا بالسلطان حتى رضي وأجاب.
ثم حصل الصلح والمهادنة بين السلطان وبين الفرنج بشفاعة جماعة من أعيان جماعة السلطان ، وعقدت هدنة عامة (٩) في البر والبحر وجعلت مدتها ثلاث سنين وثمانية أشهر أولها يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شعبان سنة ٥٨٨ ه (١٠)(١١) الموافق لأول أيلول وحسبوا أن وقت الانقضاء يوافق وصولهم من البحر ، واستقر
__________________
(١) تكامل العسكر أ ج د ه : تكاملت العساكر د.
(٢) العسكر أ ج د ه : العساكر ب.
(٣) لهم السرور أ ب ج د : ـ ه.
(٤) ينظر : ابن الأثير ، الكامل ٩ / ٢٢١ ـ ٢٢٢ ؛ ابن شداد ٢١٥ ـ ٢١٧ ؛ أبو شامة ، الروضتين ٢ / ١٩٩ ـ ٢٠٤ ؛ أبو الفداء ، المختصر ٣ / ٨٢ ـ ٨٣ ؛ ابن الوردي ٢ / ١٥٨ ـ ١٦٠ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٢٢٤ ؛ ابن تغري بردي ، النجوم ٦ / ٤٤.
(٥) يهادن السلطان ب ج د ه : ـ أ.
(٦) البلاد تشعثت أ ب ج د : ـ ه.
(٧) الأنفال : [٦١].
(٨) وتعود البلاد أ ب ج د : وتعود البلدة ه.
(٩) هدنة عامة أ ج د ه : الهدنة العامة ب.
(١٠) سنة ٥٨٨ أ ه : سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ب ج د.
(١١) ٥٨٨ ه / ١١٩٢ م.