ومجالستهم ، وهو الذي بنى القبة على قبر الشافعي ، رضياللهعنه.
واستمر بعده (١) في السلطنة بمصر ولده الملك العادل (٢) أبو بكر بن الكامل فإنه كان نائبه بمصر ، واتفق الأمراء بدمشق حين وفاة والده على تحليف العسكر له أو أقاموا في دمشق الملك الجواد يونس بن مودود بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب نائبا عن الملك العادل ابن الكامل ، ورحل الناصر داود إلى الكرك ، وتفرقت العساكر.
فلما دخلت سنة ٦٣٦ ه (٣)(٤) استولى الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الملك الكامل على دمشق وأعمالها بتسليم الملك الجواد يونس في جمادى الآخرة.
ودخلت سنة ٦٣٧ ه (٥)(٦) وكان الملك الصالح أيوب سار من دمشق واستخلف فيها ولده الملك المغيث فتح الدين عمرو.
ووصل الصالح أيوب إلى نابلس لقصد الاستيلاء على الديار المصرية ، فسار الصالح إسماعيل صاحب بعلبك ومعه شيركوه صاحب حمص بجموعها ، وهجموا على دمشق وحصروا القلعة وتسلمها الصالح إسماعيل وقبض على الملك المغيث في صفر.
فلما بلغ الصالح أيوب ذلك رحل من نابلس إلى الغور ، وتشتت عنه عساكره ، وضاق به الأمر ، فقصد نابلس ، ونزل بها بمن معه ، فسار إليه الناصر داود بعسكره من الكرك ، وأمسك الصالح أيوب وأرسله إلى الكرك واعتقله بها ، وأمر بالقيم في خدمته بكل ما يختاره ، ولما اعتقل بالكرك أرسل أخوه الملك العادل أبو بكر صاحب مصر يطلبه من الناصر داود فلم يسلمه الناصر داود. فأرسل العادل وتهدد الناصر بأخذ بلاده فلم يلتفت إلى ذلك.
__________________
(١) واستمر بعده ... فسار الصالح إسماعيل أ ب ه : ـ ج د.
(٢) الملك العادل : هو السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر محمد بن الكامل محمد بن العادل ، ويعرف بالعادل الثاني ، ولد بالمنصورة سنة ٦١٧ ه / ١٢٢١ م ، وتسلطن بين سنتي ٦٣٦ ه / ١٢٣٨ م ، ٦٣٧ ه / ١٢٣٩ م ، ومات في سنة ٦٤٦ ه / ١٢٤٨ م ، ينظر : ابن خلكان ٥ / ٤٨ ؛ ابن واصل ٥ / ٣٧٩ ؛ ابن الوردي ٢ / ٩٥٩ ؛ ابن دقماق ٢ / ٣٢ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٤٣٥.
(٣) سنة ٦٣٦ أ ه : سنة ست وثلاثين وستمائة ب : ـ ج د.
(٤) ٦٣٦ ه / ١٢٣٨ م ، ينظر : أبو شامة ، الذيل ١٦٧ ـ ١٦٨ ؛ ابن كثير ، البداية ١٣ / ١٥٢ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٣٨٩ ـ ٣٩٢.
(٥) سنة ٦٣٧ أ ه : سنة سبع وثلاثين وستمائة ب : ـ ج د.
(٦) ٦٣٧ ه / ١٢٣٩ م ، ينظر : أبو شامة ، الذيل ١٦٨ ـ ١٧٠ ؛ ابن كثير ، البداية ١٣ / ١٥٣ ؛ المقريزي ، السلوك ١ / ٣٩٥ ـ ٣٩٨.