يدل على ذلك ، والله أعلم.
ومن العلماء من قال : بنى مسجد بيت المقدس آدم ، عليهالسلام ، ومنهم من قال : أسسه سام (١) بن نوح ، عليهماالسلام ، ومنهم من قال : أول من بناه وأري موضعه يعقوب بن إسحاق ، عليهالسلام (٢) ، وروي أن أباه إسحاق أمره أن لا ينكح امرأة من الكنعانيين وأمره أن ينكح من بنات خاله ، فلما توجه إلى خاله لينكح ابنته أدركه الليل في بعض الطريق فبات متوسدا حجرا ، فرأى فيما يرى النائم أن سلما منصوبا إلى باب من أبواب السماء والملائكة تعرج فيه وتنزل (٣) فأوحي إليه : أني أنا الله لا إله إلا أنا وقد ورثتك هذه الأرض المقدسة وذريتك من بعدك ، ثم أنا معك أحفظك حتى أردك إلى هذا المكان فأجعله بيتا تعبدني فيه فهو بيت المقدس ، وقد تأول بعض العلماء معنى الحديث الشريف الوارد أن بناء المسجد الأقصى كان بعد بناء المسجد الحرام بأربعين سنة على أن المراد به بناء يعقوب ، عليهالسلام ، لمسجد بيت المقدس بعد بناء إبراهيم الخليل ، عليهالسلام ، الكعبة المشرفة (٤) ، والله أعلم.
والحديث الشريف المتقدم وهذه الأقوال (٥) تدل على أن بناء داود وسليمان ، عليهماالسلام ، إياه إنما كان على أساس قديم لا أنهما المؤسسان له بل هما مجددان ، وكل قول من الأقوال في المسجد الأقصى لا ينافي الآخر فإنه يحتمل أن يكون بناه الملائكة أولا ثم جدده آدم (٦) ، عليهالسلام ، ثم سام بن نوح ، عليهماالسلام ، ثم يعقوب بن إسحاق ، عليهماالسلام (٧) ، ثم داود وسليمان ، عليهماالسلام ، فإن كل نبي منهم بينه وبين النبي (٨) الآخر مدة تحتمل أن يجدد / / فيها البناء المتقدم قبله ، والقول بأن سام بن نوح أسسه ظاهر ، فإن سام بن نوح هو الذي اختط مدينة بيت المقدس (٩) وبناها ، وكان ملكا عليها فلا يبعد أن يكون جدد أساس
__________________
(١) أسسه سام أ ب ج د : أسسه ابنه ه.
(٢) عليهالسلام أ ج د ه : عليهاالسلام ب / / وروي أن أباه إسحاق أ ب ج : وروي عن إسحاق ه : ـ د.
(٣) وتنزل أ ب ج ه : وتترع د / / فأوحي إليه أ ج د ه : فأوحى الله إليه ب.
(٤) الكعبة المشرقة أ ج ه : الكعبة الشريفة ب د.
(٥) الأقوال أ د ه : + الواردة ب ج / / بناء أ : بناه ب ج د ه.
(٦) آدم أ ب ج د : ـ ه.
(٧) ثم سام ... إسحاق ، عليهماالسلام أ ب ج ه : ـ د.
(٨) النبي أ ج د : ـ ب ه.
(٩) بيت المقدس أ ب ج ه : القدس ه.