عاد ، وكانوا أهل أصنام ، وكان عاد وثمود جبارين طوال القامات (١) ، ودعا (٢) هود قوم عاد فلم يؤمن منهم إلا القليل فأهلك الله الذين لم يؤمنوا بريح سخرها عليهم (٣) سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، والحسوم الدائم ، فلم تدع غير هود والمؤمنين معه فإنهم اعتزلوا في حضرموت (٤) ، وبقي هود (٥) كذلك حتى مات وقبره بحضر موت ، وقيل : بالحجر من مكة ، وقيل : إن هودا (٦) هو غابر ، المتقدم ذكره ، والذي صححه جماعة من أكابر العلماء أن هودا هو ابن عبد الله بن رباح ، وليس هو غابر ، والله أعلم. وروي (٧) أنه كان من عاد شخص اسمه لقمان وهو غير لقمان الحكيم الذي كان على عهد سيدنا داود ، عليهالسلام.
وأما صالح : فهو ابن آسف (٨) ، وأرسله الله تعالى إلى ثمود ، فدعاهم إلى التوحيد ، وكان مسكنهم بالحجر وهي مدينة بين المدينة الشريفة (٩) والشام فلم يؤمن به إلا قليل مستضعفون ، ثم إن كفارهم عاهدوه على أنه إن أتى (١٠) بما يقترحونه عليه آمنوا ، واقترحوا عليه أن يخرج من صخرة معينة ناقة فسأل الله (١١) في ذلك فخرج من تلك الصخرة ناقة ولدت فصيلا ، فلم يؤمنوا وعقروا الناقة فأهلكهم الله تعالى بعد ثلاثة أيام بصيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة فتقطعت قلوبهم ، فأصبحوا في دارهم جاثمين.
وسار صالح إلى فلسطين ، ثم انتقل إلى الحجاز يعبد الله إلى أن مات وهو ابن ثمان وخمسين سنة ، وورد أنه توفي بفلسطين (١٢) ، وأقام بها بعد مهلك قومه ،
__________________
(١) القامات أ ج د : القامة ب ه.
(٢) ودعا أ ج د ه : فدعا ب / / القليل أ ب ه : قليل ج د.
(٣) سخرها عليهم أ ب : ـ ج د ه.
(٤) حضرموت : ناحية باليمن مشتملة على مدينتين ، يقال لإحداهما شيام ، وللأخرى تريم ، وهي بقرب البحر في شرقي عدن ، وهي بلاد قديمة فيها قبر هود ، عليهالسلام ، ينظر : القرماني ٣ / ٣٥٣.
(٥) وبقي هود ب ج د : مضى هود أ : ـ ه.
(٦) هودا ب : هود أ ج د ه.
(٧) وروي أ : ويروى ب ج د ه.
(٨) ابن آسف أ ب ج د : بن يوسف ه / / وأرسله أ د : أرسله ب : فأرسله ج : فإنه أرسله ه / / تعالى أ د ه : ـ ب ج.
(٩) المدينة الشريفة أ ب ج د : بيت المقدس الشريف ه.
(١٠) أتى أ ج د ه : أتاهم ب / / يخرج أ ج د ه : + لهم ب.
(١١) الله أ ج د ه : + تعالى ب / / ولدت أ ه : وولدت ب ج د.
(١٢) بفلسطين أ د ه : في فلسطين ب ج / / بها أ ب ج ه : ـ د.