تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب [ ج ٢ ]

وجلّ ـ يعذّبهما ببابل ، وإنّ السّحرة منهما يتعلّمون السّحر ، وإنّ الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الّذي هو الزّهرة.

فقال الإمام ـ عليه السّلام : معاذ الله من ذلك. إن (الملائكة) (١) معصومون محفوظون من الكفر والقبائح ، بألطاف الله تعالى. قال الله تعالى فيهم (٢) : «(لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ. وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ). وقال ـ عزّ وجلّ (٣) : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. وَمَنْ عِنْدَهُ) ، يعني : الملائكة ، «لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ. وَلا يَسْتَحْسِرُونَ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ. وقال الله تعالى (٤) في الملائكة ـ أيضا : (بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ. لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ. وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ. يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ. وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى. وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ).

ثمّ قال ـ عليه السّلام : لو كان كما يقولون ، كان الله قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاءه على (٥) الأرض. وكانوا كالأنبياء في الدنيا و (٦) كالأئمّة. فيكون من الأنبياء والأئمّة ـ عليهم السّلام ـ قتل النّفس والزّنا.

ثمّ قال ـ عليه السّلام : أو لست تعلم أنّ الله تعالى لم يخل الدّنيا قطّ من نبيّ (٧) أو إمام من البشر؟ أو ليس الله يقول (٨) : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) (٩) ، يعنى : إلى الخلق ، (إِلَّا رِجالاً (نُوحِي) (١٠) (إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى)؟ فأخبر أنّه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ، ليكونوا أئمّة وحكّاما. وإنّما (١١) أرسلوا إلى أنبياء الله.

قالا : فقلنا : فعلى هذا (١٢) ، لم يكن إبليس ـ أيضا ـ ملكا؟

فقال : لا! بل كان من الجنّ. أما تسمعان الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول (١٣) :

__________________

(١) المصدر : ملائكة الله.

(٢) التحريم / ٦.

(٣) الأنبياء / ١٩.

(٤) الأنبياء / ٢٨ ـ ٢٦.

(٥) المصدر : في.

(٦) المصدر : أو.

(٧) المصدر : من بني قط.

(٨) النحل ٤٣ ويوسف / ١٠٩ والأنبياء / ٢٥ والحج / ٥٢.

(٩) المصدر : قبلك من رسول.

(١٠) المصدر : يوحي.

(١١) المصدر : إنما كانوا.

(١٢) المصدر : هذا أيضا.

(١٣) الكهف / ٥٠.