صورها قوما غضب الله عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد الله وتكذيبهم (رسل الله). وأمّا هاروت وماروت ، فكانا ملكين علّما النّاس [السحر] (١) ليحترزوا به من سحر السّحرة ويبطلوا به كيدهم. وما علّما أحدا من ذلك شيئا إلّا قالا له (إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ. فَلا تَكْفُرْ) فكفر قوم باستعمالهم لمّا أمروا بالاحتراز منه. وجعلوا يفرّقون بما يعملون (٢) بين المرء وزوجه. قال الله تعالى : (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) ، يعني : بعلمه.
عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. في تعداد الكبائر وبيانها ، من كتاب الله. وفيه (٣) : يقول الصّادق ـ عليه السّلام : والسّحر ، لأنّه تعالى يقول : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ).
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام. قال : إنّ سليمان بن داود ـ عليهما السّلام ـ أمر الجنّ (٥). فبنوا له بيتا من قوارير. فبينما هو (متّك) (٦) على عصاه ينظر إلى الشّياطين كيف يعملون وينظرون إليه إذ حانت منه التفاتة ، فإذا هو برجل معه في القبّة. ففزع منه. وقال : من أنت؟
فقال : أنا الّذي لا أقبل الرّشا. ولا أهاب الملوك. أنا ملك الموت. فقبضه وهو متك (٧) على عصاه. فمكثوا سنة يبنون وينظرون إليه. ويد أبون (٨) له ، ويعملون ، حتّى بعث الله الإرضة. فأكلت منسأته. وهي العصا. فلمّا خرّ تبيّنت الإنس ، أن لو كان الجنّ يعلمون الغيب ، ما لبثوا سنة في العذاب المهين. فالجنّ تشكر الإرضة بما عملت بعصا سليمان.
قال : فلا تكاد تراها في مكان إلّا وجد عندها ماء وطين. فلمّا هلك سليمان ، وضع إبليس السّحر. وكتبه في كتاب. ثمّ طواه. وكتب على ظهره : «هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان بن داود ، من ذخائر كنوز العلم. من أراد كذا وكذا ، فليفعل كذا وكذا.» ثمّ دفنه تحت سريره. ثمّ استأثره لهم. فقرأه. فقال الكافرون : ما كان
__________________
(١) يوجد في المصدر.
(٢) المصدر : تعلّموه.
(٣) نفس المصدر ١ / ٢٨٦ ، مقطع من ح ٣٣.
(٤) تفسير القمي ١ / ٥٤ ـ ٥٥.
(٥) المصدر : الجنّ والانس.
(٦) المصدر : متكئ. وهو الظاهر.
(٧) المصدر : متكئ.
(٨) المصدر : يدانون.