(مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُ) بالمعجزات والنّعوت المذكورة في التوراة.
(فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا) :
«العفو» : ترك عقوبة المذنب. و «الصّفح» : ترك تثريبه.
(حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) الّذي هو الإذن في قتالهم ، وضرب الجزية عليهم ، أو قتل قريظة ، وإجلاء بني النضير.
قيل (١) : إنّ هذه الآية ، منسوخة. فقال بعضهم : بقوله (٢) : (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ) ، وبعضهم : بآية السّيف. وهو قوله (٣) : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ)».
والمرويّ عن الباقر ـ عليه السّلام ، أنّه قال (٤) : لم يؤمر رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بقتال ، ولا أذن له فيه ، حتّى نزل جبرئيل بهذه الآية (٥) : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) وقلّده سيفا.
(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٠٩) ، فيقدر على الانتقام منهم.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) : عطف على «فاعفوا». كأنّه أمرهم بالصّبر والالتجاء إلى الله ، بالعبادة والبرّ.
(وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) ، كصلاة ، أو صدقة. وقرئ (٦) [تقدموا] (٧) من أقدم ، (تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ) ، أي : ثوابه.
(إِنَّ اللهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (١١٠) : لا يضيع عنده عمل عامل.
وقرئ (٨) بالياء. فيكون وعيدا. «وَقالوا» عطف على «ودّ» والضّمير لأهل الكتاب.
(وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً) : جمع هائد ، كعوذ وعائذ وباذل وهو جمع للمذكّر والمؤنّث ، على لفظ واحد.
والهائد : التّائب الرّاجع إلى الحقّ.
__________________
(١) ر. أنوار التنزيل ١ / ٧٦.
(٢) التوبة / ٢٩.
(٣) التوبة / ٥.
(٤) مجمع البيان ١ / ١٨٥.
(٥) الحج / ٣٩.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٧٦.
(٧) يوجد في المصدر.
(٨) نفس المصدر ونفس الموضع.