(رَحِيمٌ) (١٤٣) : لا يترك ما يصلحهم.
[وفي تهذيب الأحكام (١) : عنه عن وهب (٢) ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ـ عليهما السّلام ـ في قوله (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ ، مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). فقلت له : الله أمره أن يصلّي إلى بيت المقدس؟
قال : نعم ألا ترى أن الله يقول : (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)؟
قال : إنّ بني عبد الأشهل أتوهم وهم في الصّلاة وقد صلّوا ركعتين إلى بيت المقدس. فقيل لهم : «إنّ نبيّكم قد صرف إلى الكعبة.» فتحوّل النّساء مكان الرّجال والرّجال مكان النّساء. وصلّوا الرّكعتين الباقيتين إلى الكعبة. فصلّوا صلاة واحدة إلى قبلتين. فلذلك سمّي مسجدهم مسجد القبلتين.
وفي أصول الكافي (٣) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح عن القسم بن يزيد. قال : حدّثنا أبو عمرو الزّبيريّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. وذكر حديثا طويلا يقول فيه ـ عليه السّلام ـ بعد أن قال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ فرض الإيمان على جوارح ابن آدم. وقسّمه عليها. وفرّقه فيها. وقال فيما فرض على الجوارح من الطّهور والصّلاة بها. وذلك أنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ لمّا صرف نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى الكعبة عن بيت المقدس ، فأنزل الله ـ عزّ وجلّ : (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ. إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ). فسمّى الصّلاة ، إيمانا] (٤)
(قَدْ نَرى) : ربّما وأصل الرّؤية ، إدراك الشيء بالبصر. ويستعمل بمعنى العلم.
(تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) : تردّده تطلّعا على الوحي ، في موضعي مفعولي نرى ، أو مفعولاه أو هو ممّا لمفعول واحد.
وكان رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ يقع في روعه ويتوقّع من ربّه أن يحوّله
__________________
(١) تهذيب الأحكام ٢ / ٤٣ ، ح ١٣٨.
(٢) المصدر : وهيب.
(٣) الكافي ٢ / ٣٤ ـ ٣٧ ، ح ١.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.