آثامكم الماضية. (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ) من كان فيكم لم (يقارف (١)) الذّنوب الّتي قارفها (٢) من خالف الولاية و (ثبت) (٣) على ما أعطى الله من نفسه ، من عهد الولاية. فإنّا نزيد (٤) بهذا الفعل ، زيادة (٥) درجات ومثوبات. [و] (٦) ذلك قوله تعالى (وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)] (٧)
(فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ) ، أي : فخالف الّذين عصوا. ففعلوا غير ما أمروا أن يفعلوه. وقالوا غير ما أمروا أن يقولوه. واختلف في ذلك الغير : فقيل : إنّهم قالوا بالسّريانيّة : هطا سمقاثا (٨). ومعناه حنطة حمراء فيها شعيرة وكان قصدهم في ذلك الاستهزاء ومخالفة الأمر (٩) وقيل : إنّهم قالوا حنطة ، تجاهلا واستهزاء. وكانوا قد أمروا أن يدخلوا الباب ، سجّدا. وطؤطئ لهم الباب ليدخلوه كذلك. فدخلوه زاحفين على أستاههم. فخالفوا في الدّخول ، أيضا.
(فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) :
كرّره مبالغة في تقبيح أمرهم وإشعارا بأنّ الإنزال عليهم ، لظلمهم بوضع غير المأمور به موضعه ، أو على أنفسهم ، بأن تركوا ما يوجب نجاتها إلى ما يوجب هلاكها.
(رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) (٥٩) : عذابا مقدّرا من السّماء ، بسبب فسقهم.
و «الرّجز» في الأصل ، ما يعاف عنه. وكذلك الرّجس. وقرئ بالضّمّ وهو لغة فيه. والمراد به الطّاعون. روى أنّه مات به في ساعة أربعة وعشرون ألفا من كبرائهم وشيوخهم. وبقي الأبناء. فانتقل عنهم العلم والعبادة. كأنّه يشير إلى أنّهم عوقبوا بإخراج
__________________
(١) المصدر : يفارق.
(٢) المصدر : فارقها.
(٣) المصدر : تثبّت.
(٤) المصدر : نزدهم.
(٥) المصدر : بزيادة.
(٦) يوجد في المصدر.
(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٨) ر : إنّهم قالوا بالسريانيّة : هطا صمقاثا.
أ : إنّهم قالوا بالسريانيّة : هطا سمقاثا. وقال بعضهم : حطا سمقاثا.
مجمع البيان ١ / ١١٩ : إنّهم قالوا بالسريانيّة : هاطاسماقاتا. وقال بعضهم حطا سماقاتا.
(٩) أ : الأمور.