من اسم آدم ـ عليه السّلام. يقول الله ـ عزّ وجلّ (١) : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ). وقد هبطت حوّاء على المروة. وإنّما سمّيت المروة مروة لأنّ المرأة هبطت عليها. فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.
(مِنْ شَعائِرِ اللهِ) : أعلام مناسكه. جمع شعيرة. وهي العلامة.
(فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ) :
«الحجّ» لغة ، القصد والاعتمار الزّيارة. فغلبا شرعا على قصد البيت وزيارته على الوجهين المخصوصين.
(فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) :
قيل (٢) : كان أساف على الصّفا ونائلة على المروة. وكان أهل الجاهليّة إذا سعوا ، مسحوهما. فلمّا جاء الإسلام وكسرت الأصنام ، تحرّج المسلمون أن يطوفوا (بهما) (٣) لذلك.
فنزلت والإجماع على أنّه مشروع في الحجّ والعمرة. والخلاف في وجوبه.
وذهب بعض العامة إلى عدم وجوبه.
وفي من لا يحضره الفقيه (٤) ، روى عن زرارة ومحمّد بن مسلم ، أنّهما قالا : قلنا لأبي جعفر ـ عليه السّلام : ما تقول في الصّلاة في السّفر ، كيف هي؟ وكم هي؟
فقال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول (٥) : (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ ، فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ). فصار التّقصير في السّفر ، واجبا ، كوجوب التّمام في الحضر.
[قالا : قلنا : إنّما قال الله ـ عزّ وجلّ : (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ) ولم يقل : «افعلوا» فكيف أوجب (٦) ذلك كما أوجب التّمام في الحضر؟] (٧) فقال ـ عليه السّلام : أو ليس قد قال الله ـ عزّ وجلّ ـ في الصّفا والمروة : (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما). ألّا ترون أنّ الطّواف بهما واجب مفروض؟ لأنّ الله ـ عزّ وجلّ. ـ ذكره في كتابه وصنعه نبيّه ـ عليه السّلام. وكذلك التّقصير في السّفر. شيء صنعه النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ وذكره الله ـ تعالى ذكره ـ
__________________
(١) آل عمران / ٣٣.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٩٢.
(٣) المصدر : بينهما.
(٤) من لا يحضره الفقيه ١ / ٢٧٨ ، ح ١٢٦٦.
(٥) النساء / ١٠١.
(٦) ر : وجب.
(٧) ما بين المعقوفتين ليس في أ.