المكلّفون غير مزاحي العلّة في التّكليف وفيما لهم من الألطاف والمصالح. فأمّا إذا أدّى الشّرع ، فحينئذ يجوز أن يخلّي الله بينه وبين قاتليه. ولم يجب عليه المنع من قتله» والملازمة (١) الّتي ادّعاها ، منع بأنّه يجوز أن يكون إزاحة العلل بإرسال النّبيّ وإظهار المعجزة على يده وقتله بسوء صنيعهم بعد ثبوت نبوّته وإعجازه ناشئ من تهاونهم في نصره وتآزرهم على دفعه. فهم مفوّتون تبليغه بسوء فعلهم. فهم غير معذورين بعدم تبليغه.
[وفي أصول الكافي (٢) : يونس ، عن ابن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ وتلا هذه الآية (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ. ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ) قال : والله ما قتلوهم بأيديهم.
ولا ضربوهم بأسيافهم. ولكنّهم سمعوا أحاديثهم ، فأذاعوها. فأخذوا عليها. فقتلوا. فصار قتلا واعتداء ومعصية].(٣)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بألسنتهم. يريد به المتديّنين بدين محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ المخلصين منهم والمنافقين.
وقال صاحب الكشّاف (٤) : «يريد المنافقين» ، لانخراطهم في سلك الكفرة.
والأوّل أولى ، لعموم الفائدة.
(وَالَّذِينَ هادُوا) :
تهوّدوا. يقال : هاد وتهوّد ، إذا دخل في اليهوديّة. و «يهود» إمّا عربيّ من هاد ، إذا تاب سمّوا بذلك ، لمّا تابوا من عبادة العجل ، أو من هاد إذا مال ، لأنّهم مالوا عن الإسلام وعن دين موسى ، أو من هاد إذا تحرّك ، لأنّهم كانوا يتحرّكون عند قراءة التوراة ، وإمّا معرّب يهوذا. وكأنّهم سمّوا باسم أكبر أولاد يعقوب ـ عليه السّلام.
واليهود اسم جمع ، واحده يهوديّ ، كالزّنجيّ والزّنج والرّوميّ والرّوم.
(وَالنَّصارى) :
قال سيبويه (٥) : جمع نصران كالنّدامى.
وقيل (٦) : جمع نصريّ ، مثل مهريّ ومهارى.
__________________
(١) أ : وعلى الملازمة.
(٢) الكافي ١ / ٣٧١ ، ح ٦.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٤) الكشاف ١ / ١٤٦.
(٥) مجمع البيان ١ / ١٢٦ ، بتصرف في النقل.
(٦) تفسير البحر المحيط ١ / ٢٣٩.