وعن زرارة (١) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ [قال سألته عن قول الله : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ).
قال : من قبل.
عن أبي بصير (٢) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام].(٣) قال : سألته عن الرجل يأتي اهله في دبرها. فكره ذلك. وقال : وإيّاكم ومحاش النّساء.
قال : إنّما معنى (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ، أي : ساعة شئتم.
وعن الفتح بن يزيد الجرجانيّ (٤) قال : كتبت إلى الرّضا ـ عليه السّلام ـ في مسألة (٥) فورد منه الجواب : سألت عمّن أتى جاريته في دبرها والمرأة : لعبه (٦) لا تؤذي. وهي حرث كما قال الله.
محمولة على الكراهية ، بقرينة الأخبار السّابقة. وفي بعض ألفاظ تلك الأخبار ، أيضا ، دلالة على ذلك.
(وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ) : «العرضة» ، فعله بمعنى المفعول ، كالقبضة بمعنى المقبوض. يطلق لما يعرض دون الشيء وللمعرض للأمر.
ومعنى الآية على الأوّل : لا تجعلوا الله حاجزا لما حلفتم عليه من أنواع الخير. فيكون المراد بالإيمان الأمور المحلوف عليها ، يعني : إن حلفتم على الأمور الّتي تركها مرجوح شرعا ، لا ينعقد يمينكم. فأتوا بما هو الرّاجح شرعا منها. وحينئذ أن مع صلتها عطف بيان «للإيمان.» و «اللّام» صلة «عرضة» ، لما فيها من معنى الاعتراض. ويجوز أن يكون للتّعليل ، ويتعلّق «أن» بالفعل ، أو بعرضة ، أي : ولا تجعلوا الله عرضة لأنّ تبرّوا لأجل : أيمانكم به.
وعلى الثّاني : ولا تجعلوه متعرّضا لأيمانكم. فتتبدّلوه بكثرة الحلف به. و «أن تبرّوا» علّة النّهي ، أي : أنهاكم عنه إرادة برّكم تقواكم وإصلاحكم بين النّاس. فإنّ الحلّاف مجترئ على السرّ. والمجترئ عليه لا يكون برّا متّقيا ولا موثوقا به في إصلاح ذات البين.
والآية ـ قيل (٧) ـ نزلت في أبي بكر ، لمّا حلف أن لا ينفق على مسطح لافترائه على
__________________
(١) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٣٣٤.
(٢) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٣٣٥.
(٣) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٤) نفس المصدر ونفس الموضع ، ح ٣٣٦.
(٥) المصدر : مثله.
(٦) المصدر : لعبة الرجل. (٧) أنوار التنزيل ١ / ١١٨.