طويل ، يقول فيه : وكذلك حرّم القرد. لأنّه مسخ مثل الخنزير وجعل عظة وعبرة للخلق ، دليلا على ما مسخ على خلقته وصورته. وجعل فيه شبه (١) من الإنسان ، ليدلّ على أنّه من الخلق المغضوب عليه. (٢)
وفي كتاب علل الشّرائع (٣) ، بإسناده إلى عليّ بن عقبة ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام. قال : إنّ اليهود أمروا بالإمساك يوم الجمعة. فتركوا يوم الجمعة. وأمسكوا يوم السّبت. فحرّم عليهم الصّيد يوم السّبت.
وبإسناده (٤) إلى عبد الله بن يزيد بن سلام ، أنّه قال لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وقد سأله عن الأيّام الأسبوع : فالسّبت؟
قال : يوم مسبوت. وذلك قوله ـ عزّ وجلّ ـ في القرآن : (٥) (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) فمن الأحد إلى [يوم] (٦) الجمعة ، ستّة أيّام. والسّبت معطّل.
قال : صدقت يا محمّد. (٧) والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة] (٨)
(فَجَعَلْناها) ، أي : المسخة والعقوبة.
وعن الباقر ـ عليه السّلام (٩) : فجعلنا الأمّة.
[وفي مجمع البيان (١٠) : «فجعلناها» : الضّمير يعود إلى الأمّة الّتي مسخت. وهم أهل أيلة ، قرية على شاطئ البحر. وهو المرويّ عن أبي جعفر ـ عليه السّلام].(١١)
(نَكالاً) : عبرة ، تنكل المعتبر بها ، أي : تمنعه. ومنه النّكل ، للقيد.
(لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها) :
لما قبلها من الأمم وما بعدها ، إذ ذكرت حالهم ، في زبر الأوّلين ، واشتهرت قصّتهم في الآخرين ، أو لمعاصريهم ومن بعدهم ، أو لما يحضرها من القرى وما تباعد عنها ، أو لأهل
__________________
(١) المصدر : شبها.
(٢) المصدر : عليهم.
(٣) علل الشرائع / ٦٩ ، ح ١.
(٤) نفس المصدر / ٤٧١.
(٥) ق / ٣٨.
(٦) يوجد في المصدر.
(٧) المصدر : يا رسول الله.
(٨) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٩) مجمع البيان ١ / ١٣٠.
(١٠) نفس المصدر ونفس الموضع.
(١١) ما بين المعقوفتين ليس في أ.