بذلك ما شاء الله ثمّ ماتوا بآجالهم.
وفي غوالي اللّئالئ (١) ، عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يذكر فيه نيروز الفرس. وفيه : ثمّ أنّ نبيّا من أنبياء بني إسرائيل ، سأل ربّه أن يحيي القوم الّذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. فأماتهم الله. فأوحى إليه أن صبّ الماء في مضاجعهم. فصبّ عليهم الماء في هذا اليوم. فعاشوا. وهم ثلاثون ألفا. فصار صبّ الماء في اليوم النّيروز سنّة ماضية. لا يعرف سببها إلّا الرّاسخون في العلم.
(وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) :
لمّا بيّن أنّ الفرار من الموت غير منج ، أمرهم بالقتال ، إذ لو جاء أجلهم ففي سبيل الله ، وإلّا فبالنّصر (٢) والثّواب.
(وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ) لما يقول المتخلّف والسّابق ، (عَلِيمٌ) (٢٤٤) بما يضمرانه ومجاز عليهما.
(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ) :
«من» ، استفهاميّة مرفوعة المحلّ بالابتداء. و «ذا» ، خبره و «الّذي» صفة «ذا» ، أو بدله. و «إقراض الله» مثل لتقديم العمل الّذي يطلب به ثوابه.
(قَرْضاً حَسَناً) : مقرونا بالإخلاص وطيب النّفس ، أو مقرضا حلالا طيّبا.
وقيل (٣) : القرض الحسن ، المجاهدة والإنفاق في سبيل الله. [وفي الخبر أنّه صلة الإمام (٤)
،] (٥)
وفي من لا يحضره الفقيه (٦) : سئل الصّادق ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) قال : نزلت في صلة الإمام ـ عليه السّلام.
(فَيُضاعِفَهُ لَهُ) : فيضاعف جزاءه له أخرجه على صورة المغالبة للمبالغة.
وقرأ عاصم بالنّصب ، على جواب الاستفهام ، حملا على المعنى. فإنّ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ) في معنى «أيقرض الله أحد.» وقرأ ابن كثير يضعفه (بالرّفع.) وابن عامر ويعقوب ، بالنّصب.
__________________
(١) غوالي اللئالى ٣ / ٤١ ، ح ١١٦.
(٢) هكذا في النسخ. والظاهر : النصر.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ١٢٨.
(٤) ر تفسير العياشي ١ / ١٣١.
(٥) يوجد في أ ، فقط.
(٦) من لا يحضره الفقيه ٢ / ٤٢ ، ح ١٨٩.