له خطر في القلوب وقوّة على مقاومة العدوّ. وقد زاده الله فيهما.
الثّالث ـ أنّ الله مالك الملك ، يؤتي ملكه من يشاء.
الرّابع ـ أنّه واسع الفضل. فيغني الفقير عليم بمن يليق بالملك.
وفي كتاب الاحتجاج (١) ، للطّبرسيّ ـ ره ـ من كلام لأمير المؤمنين ـ عليه السّلام : اسمعوا ما أتلو عليكم من كتابه المنزل على نبيّه المرسل ، لتتّعظوا. فإنّه ، والله! [أبلغ] (٢) عظة لكم. فانتفعوا بمواعظ الله. وانزجروا عن معاصي الله. فقد وعظكم الله بغيركم ، فقال لنبيّه ـ عليه السّلام : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ) ـ إلى قوله ـ (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ). أيّها النّاس! إنّ لكم في هذه الآيات عبرة ، لتعلموا أنّ الله جعل الخلافة والأمر من بعد الأنبياء في أعقابهم. وأنّه فضّل طالوت ، وقدّمه على الجماعة باصطفائه إيّاه وزيادة بسطة في العلم والجسم. فهل تجدون [أنّ] (٣) الله اصطفى بني أميّة على بني هاشم وزاد معاوية عليّ بسطة في العلم والجسم؟
وفي أمالي شيخ الطّائفة (٤) ـ قدس سره ـ بإسناده إلى عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ قال : قلت أربع أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه ـ إلى قوله عليه السّلام ـ وقلت : قدرا. وقال : قيمة كلّ امرئ ما يحسن. فأنزل الله تعالى في قصّة طالوت : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ).
وفي عيون الأخبار (٥) ، في باب ما جاء عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ في وصف الإمامة والإمام : أنّ الأنبياء والأئمّة ـ صلوات الله عليهم ـ يوفّقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم. فيكون علمهم فوق كلّ علم أهل زمانهم ، في قوله عزّ وجلّ (٦) : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) (٧) ، وقوله ـ عزّ وجلّ (٨) ـ في طالوت : (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ).
__________________
(١) الاحتجاج ١ / ٢٥٣.
(٢) يوجد في المصدر.
(٣) يوجد في المصدر.
(٤) أمالي الشيخ ٢ / ١٠٨.
(٥) عيون أخبار الرّضا ١ / ١٧٤ ، ح ١.
(٦) يونس / ٣٥.
(٧) يوجد في المصدر بعد ذكر هذه الآية : وقوله ـ عزّ وجلّ : (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).(البقرة / ٢٦٩)
(٨) البقرة / ٢٤٧.