أوّلهم الحسين وآخرهم القائم.
فقلت : قوله : (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ).
فقال : يولد الرّجل منهم في الكوفة مائة من صلبه وليس ذاك إلّا هؤلاء السّبعة.
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢٦٢) :
«المنّ» أن يعتدّ بإحسانه على من أحسن إليه.
و «الأذى» أن يتطاول عليه بسبب ما أنعم عليه.
و «ثمّ» للتّفاوت بين الإنفاق وترك المنّ والأذى. ولعلّه لم تدخل الفاء فيه. وقد تضمّن ما أسند إليه معنى الشّرط ، إيهاما بأنّهم أهل لذلك. وإن لم يفعلوا فكيف بهم إذا فعلوا؟
وفي كتاب الخصال (١) ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ ـ عليهم السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله : إنّ الله كرّه لكم ، أيّتها الأمّة! أربعا وعشرين خصلة. ونهاكم عنها (إلى قوله ـ عليه السّلام ـ) وكرّه المنّ في الصّدقة.
عن أبي ذرّ (٢) ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : ثلاثة لا يكلمهم الله : المنّان الّذي لا يعطي شيئا إلّا يمنّه ، والمسبل إزاره ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.
عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام (٣) ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله : إنّ الله تعالى كرّه لي ستّ خصال وكرّهتهنّ (٤) للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي : العبث في الصلاة ، والرّفث في الصّوم ، والمنّ بعد الصّدقة ... (الحديث.)
[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : وقال الصّادق ـ عليه السّلام : ما شيء أحبّ إليّ من رجل سلفت (٦) منّي إليه يد أتبعها (٧) أختها وأحسنت بها له. لأنّي رأيت منع الأواخر يقطع (٨) لسان شكر الأوائل].(٩)
__________________
(١) الخصال ٢ / ٥٢٠ ، ح ٩.
(٢) نفس المصدر ١ / ١٨٤ ، ح ٢٥٣.
(٣) نفس المصدر ١ / ٣٢٧ ، ح ١٩.
(٤) المصدر : كرههنّ.
(٥) تفسير القمي ١ / ٩٢.
(٦) المصدر : سلف.
(٧) المصدر : أتبعة.
(٨) المصدر : فقطع.
(٩) ما بين المعقوفتين ليس في أ.