حال من فاعل «نزّل».
(مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) (٩٧) :
أحوال من مفعوله. وجواب الشّرط.
فإنّه نزّله على وجهين :
أحدهما : أنّ من عادى منهم جبرئيل ، فلا وجه له. فإنّه نزّل (١) كتابا مصدّقا لما بين يديه من الكتب. فلو أنصفوا ، لأحبّوه ، وشكروا له صنيعه في إنزاله ما ينفعهم ويصحّح المنزل عليهم.
والثّاني : أنّ من عاداه ، فالسّبب في عداوته أنّه نزل عليك بالوحي ، وهم كارهون له.
وقيل (٢) : جواب الشّرط محذوف ، مثل : فليمت غيظا ، أو فهو عدوّ لي. وأنا عدو له ، كما قال : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) (٩٨) ، أي : من كان معاديا لله ، أي : يفعل فعل المعادي ، من المخالفة والعصيان ، فإنّ حقيقة العداوة ، طلب الإضرار به ، وهذا يستحيل على الله تعالى.
وقيل : (٣) المراد به معاداة أوليائه.
صدر الكلام بذكره ، تفخيما لشأنهم. وإفراد الملكين بالذّكر ، لفضلهما. كأنّهما من جنس آخر.
ووضع الظّاهر ، موضع الضّمير ، للدّلالة على أنّه تعالى عاداهم لكفرهم. وأنّ عداوة الملائكة والرّسل ، كفر. فكيف بعداوة أمير المؤمنين ويعسوب الدّين وإمام المتّقين؟
قرأ نافع ، ميكائيل ، كميكاعل. وأبو عمرو ويعقوب وعاصم برواية حفص ، ميكال ، كميعاد. وقرئ ميكئيل وميكائيل وميكال.
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ) (٩٩) ، أي : المتمرّدون من الكفرة.
و «الفسق» إذا استعمل في نوع من المعاصي ، دلّ على أعظمه. كأنّه متجاوز عن
__________________
(١) أ : نزّله.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ٧٢.
(٣) مجمع البيان ١ / ١٦٧.