يحورون الثّياب : أي : (١) يبيّضونها (نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) : في دينه.
(آمَنَّا بِاللهِ) : الّذي دعوت إليه.
(وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (٥٢) : لتشهد يوم القيامة ، حين يشهد الرّسل لقومهم وعليهم.
(رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ) : في كتبك.
(وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ) : أي : عيسى ـ عليه السّلام ـ فيما دعى إليه.
(فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (٥٣) : بوحدانيّتك ، أو مع الأنبياء الشّاهدين.
وقيل : أو مع أمّة محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ فإنّهم شهداء على النّاس.
(وَمَكَرُوا) ، أي : الّذين أحسّ منهم الكفر من اليهود ، بأن وكّلوا عليه من يقتله غيلة.
(وَمَكَرَ اللهُ) : بأن رفع عيسى ، وألقى شبهه على غيره ، حتّى قتل.
والمكر ، حيلة يجلب بها الغير إلى المضرّة ، وإسناده إلى الله على سبيل الازدواج.
وفي عيون الأخبار (٢) ، عن الرّضا ـ عليه السّلام ـ في حديث طويل. وفيه قال : سألته عن قول الله ـ عزّ وجلّ (٣) ـ : (سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ) وقوله : (اللهُ) (٤) (يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ) وقوله ـ تعالى ـ : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) وعن قوله ـ عزّ وجلّ (٥) ـ : (يُخادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ).
فقال : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ، ولكّنه ـ عزّ وجلّ ـ يجازيهم جزاء السّخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا.
(وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) (٥٤) : أقدرهم على إيصال الضّرّ إلى الغير.
(إِذْ قالَ اللهُ) ظرف لمكر الله. وقيل : أو لخير الماكرين. أو لمضمر مثل ووقع ذلك.
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : و.
(٢) عيون أخبار الرضا ١ / ١٢٦ ، ذيل حديث ١٩.
(٣) التوبة / ٧٩.
(٤) البقرة / ١٥.
(٥) النساء / ١٤٢.