يقدروا على قتله وصلبه ،] (١) لأنّهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيبا لقوله ، ولكن (رَفَعَهُ اللهُ [إِلَيْهِ]) (٢) (٣) بعد أن توفّاه ، فلمّا أراد الله أن يرفعه ، أوحى إليه أن يستودع (٤) نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمّون الصّفا ، خليفته (٥) على المؤمنين ، ففعل ذلك.
قوله ـ عليه السّلام ـ : «بعد أن توفّاه» يحتمل أن يكون معناه ، بعد أن قبضه من الأرض ، أو بعد أن أماته عن الشّهوات العائقة ، أو أماته موتا حقيقيّا ـ كما ذهب إليه البعض ـ أو بعد أن قرّر في علمه أن يستوفي أجله ، وهذا أبعد.
(وَجاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ) : يعلونهم بالحّجة ، أو السّيف. ومتّبعوه ، من آمن بنبوّته من المسلمين والنّصارى. وإلى الآن لم تسمع غلبة اليهود عليهم ، ولا يتّفق لهم ملك ولا دولة.
(ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) :
فيه تغليب للمخاطبين على غيرهم.
(فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (٥٥) : من أمر الدّين.
(فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا) : من اليهود ، وغيرهم.
(فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيا) : بضرب الجزية ، والهوان.
«و» : في (الْآخِرَةِ) : بالنّار.
(وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ) (٥٦) : يسعون في استخلاصهم.
(وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ) ، أي : في الدّنيا والآخرة.
وقرأ حفص ، بالياء (٦).
(وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (٥٧) : ويحبّ المؤمنين.
(ذلِكَ) ، أي : نبأ عيسى وغيره ممّا تقدّم. مبتدأ ، خبره (نَتْلُوهُ عَلَيْكَ) : وقوله : (مِنَ الْآياتِ) : حال من الهاء. ويحتمل أن يكون هو الخبر و «نتلوه» حالا ،
__________________
(١ و ٢) من المصدر.
(٣) النّساء / ١٥٨.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : استودع.
(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : خليفة.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ١٦٣.