والعامل فيه معنى الإشارة ، وأن يكونا خبرين. ويحتمل أن يكون «ذلك» منصوبا ، بما يفسّره «نتلوه».
(وَالذِّكْرِ) ، أي : القرآن. وقيل (١) : اللّوح.
(الْحَكِيمِ) (٥٨) : المشتمل على الحكم. أو المحكم ، عن تطرّق الخلل إليه.
(إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ) : أي : شأنه الغريب كشأن آدم.
(خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) : جملة مفسّرة لوجه الشّبه ، وهو أنّه خلق بلا أب كما خلق آدم بلا أب ، بل وبلا أمّ أيضا ، شبّه حاله بما هو أغرب ، إفحاما للخصم بطريق المبالغة.
(ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ) ، [أي : انشأ بشرا. والمراد بالخلق ، خلق القالب. أو المراد قدر تكوينه ثمّ كوّنه.
ويحتمل أن يكون «ثم» لتراخي الخبر] (٢) (فَيَكُونُ) (٥٩) : حكاية حال ماضية.
في تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : حدّثني أبي ، عن النّضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : أنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وكان سيّدهم الأهتم (٤) والعاقب والسّيّد ، وحضرت صلاتهم (٥) ، فأقبلوا يضربون بالنّاقوس وصلّوا ، فقال أصحاب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا رسول الله (٦) ، هذا في مسجدك! فقال : دعوهم. فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فقالوا : إلى ما تدعونا (٧)؟
فقال : إلى شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّي رسول الله ، وأنّ عيسى عبد مخلوق ، يأكل ويشرب ويحدث.
قالوا : فمن أبوه؟
فنزل الوحي على رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. فقال : قل لهم : ما تقولون
__________________
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) ما بين المعقوفتين ليس في ر.
(٣) تفسير القمي ١ / ١٠٤.
(٤) هكذا في المصدر. وفي النسخ : الأهم.
(٥) ر : صلواتهم.
(٦) «يا رسول الله» ليس في المصدر.
(٧) المصدر : تدعونّ.