في آدم ، أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب ويحدث (١) وينكح؟ فسألهم النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
فقالوا : نعم فقال : فمن أبوه؟
فبهتوا [، فبقوا ساكتين ،] (٢) فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ [كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)] (٣) (الآية)
(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ) «الحق» مبتدأ ، و «من ربّك» خبره ، أي : الحقّ المذكور من الله. أو خبر مبتدأ محذوف ، و «من ربّك» صفته ، أو حال منه. ويحتمل تعلّقه به.
(فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) (٦٠) :
الخطاب إن كان للنّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ فلزيادة التّهييج على الثّبات ، أو للتّعريض. وإن كان لكلّ سامع ، فعلى أصله.
(فَمَنْ حَاجَّكَ) : من النّصارى.
(فِيهِ) : في عيسى (مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) ، أي : البيّنات الموجبة للعلم.
(فَقُلْ تَعالَوْا) : هلمّوا بالعزم ، والرّأي.
(نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) ، أي : يدعو كلّ منّا ومنكم نفسه وأعزّة أهله إلى المباهلة ، ويحملهم عليها. وإنّما قدّمهم على النّفس ، لأنّ الرّجل يخاطر بنفسه لهم ، فهم أهمّ عنده.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٤) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : وأمّا قوله : (فَمَنْ حَاجَّكَ) (الآية) (٥) فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : فباهلوني ، فإن كنت صادقا أنزلت اللّعنة عليكم ، وإن كنت كاذبا أنزلت (٦) عليّ.
__________________
(١) «ويحدث» ليس في المصدر.
(٢ و ٣) من المصدر.
(٤) تفسير القمي ١ / ١٠٤. وفي أ : «وفي الحديث المروي» بدل : «وفي تفسير عليّ بن إبراهيم».
(٥) المصدر : «فيه من بعد ما جاءك من العلم ـ إلى قوله ـ فنجعل لعنة الله على الكاذبين» ، بدل : «الآية». وما أثبتناه في المتن موافق النسخ.
(٦) المصدر : نزلت.