فقالوا : أنصفت. فتواعدوا للمباهلة ، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السّيّد والعاقب والأهتم (١) : إن باهلنا بقومه باهلناه فإنّه ليس بنبيّ ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله ، فإنّه لا يقدم على (٢) أهل بيته إلّا وهو صادق ، فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ.
فقال النّصارى : من هؤلاء؟
فقيل لهم : إن هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه عليّ بن أبي طالب ، وهذه بنته (٣) فاطمة ، وهذان ابناه الحسن والحسين ـ عليهم السّلام ـ.
ففرقوا (٤) ، وقالوا لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : نعطيك الرّضا فاعفنا عن المباهلة ، فصالحهم رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ على الجزية وانصرفوا.
[وفي تفسير العيّاشيّ (٥) : عن حريز ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ سئل عن فضائله ، فذكر بعضها ، ثمّ قالوا له : زدنا.
فقال : [إنّ] (٦) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أتاه حبران من أحبار النّصارى (٧) من أهل نجران ، فتكلّما في أمر عيسى ، فأنزل [الله] (٨) هذه الآية : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ) إلى آخر الآية. فدخل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فأخذ بيد عليّ والحسن والحسين وفاطمة ، ثمّ خرج ورفع كفّه إلى السّماء ، وفرج بين أصابعه ، ودعاهم إلى المباهلة.
قال : وقال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : وكذلك المباهلة يشبك يده في يده ثمّ (٩) يرفعها إلى السّماء ، فلمّا رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه : والله لئن (١٠) كان نبيّا لنهلكنّ وإن كان غير نبيّ كفانا قومه ، فكفّا (١١) وانصرفا.
__________________
(١) هكذا في المصدر : وفي النسخ : الأهم.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : إلى.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : ابنته.
(٤) أ : نفرقوا. المصدر : فعرفوا
(٥) تفسير العياشي ١ / ١٧٥ ـ ١٧٦ ، ح ٥٤.
(٦) من المصدر.
(٧) هكذا في المصدر. وفي النسخ : أحبار اليهود.
(٨) من المصدر.
(٩) «ثمّ» ليس في المصدر.
(١٠) النسخ : «وإن» بدل «والله لئن». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(١١) النسخ : فكفانا. وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.