قالت العلماء : عنى به نفسه.
فقال أبو الحسن ـ عليه السّلام ـ : غلطتم ، إنّما عنى به عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ وممّا يدلّ على ذلك قول النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حين قال : لينتهينّ بنو وليعة أو لأبعثنّ إليهم رجلا كنفسي ، يعني عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام.
وعنى بالأبناء ، الحسن والحسين ـ عليهما السّلام ـ وعنى بالنّساء ، فاطمة ـ عليها السّلام ـ فهذه خصوصيّة لا يتقدّم فيها أحد ، وفضل لا يلحقهم فيه بشر ، وشرف لا يسبقهم إليه خلق ، إذ جعل نفس عليّ كنفسه.
وفيه (١) : عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ حديث طويل يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : يا عليّ من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني ، لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي وطينتك من طينتي.
وفي كتاب علل الشّرائع (٢) : عن أبي جعفر الثّاني ، حديث طويل ذكرته بتمامه في سورة يونس ، عند قوله تعالى : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ) (الآية). وفيه أنّ المخاطب بذلك رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ولم يكن في شكّ ممّا أنزل الله ـ عزّ وجلّ ـ ولكن قالت الجهلة : كيف لا يبعث (٣) الله (٤) إلينا نبيّا [من الملائكة ، إنّه] (٥) لم يفترق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق؟
فأوحى الله ـ عزّ وجلّ ـ إلى نبيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) ـ بمحضر من الجهلة ـ هل بعث (٦) الله ـ عزّ وجلّ ـ رسولا قبلك إلّا وهو يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق ، ولك بهم أسوة.
وإنّما قال : و (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍ) ، ولم يكن (٧) ولكن ليتفهّم (٨) ، كما قال ـ عليه السّلام ـ (٩) :
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٩٧ ، ح ٥٣.
(٢) علل الشرائع / ١٢٩ ، ح ١. وفيه : «علي بن محمد» بدل «أبي جعفر الثاني».
(٣) هكذا في المصدر. وفي الأصل : لا بعث.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) من المصدر.
(٦) المصدر : هل يبعث.
(٧) المصدر : ولم يقل.
(٨) المصدر : ليتبعهم.
(٩) المصدر : «كما قال له ـ صلى الله عليه وآله ـ» بدل «كما قال عليه السلام».