على كرسيّ ، فقلت : يا جبرئيل ، من هذا الّذي في السّماء السّابعة ، على باب البيت المعمور ، في جوار الله؟
فقال : هذا يا محمّد (١) أبوك إبراهيم ، وهذا محلّك ، ومحلّ من اتّقى من أمّتك. ثمّ قرأ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ).
حدّثني أبي (٢) ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي خالد الكابليّ قال : قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : والله لكأنّي أنظر إلى القائم ـ عليه السّلام ـ وقد أسند ظهره إلى الحجر ، ثمّ ينشد الله حقّه ، ثمّ يقول : يا أيّها النّاس من يحاجّني في الله فأنا أولى بالله ، أيّها النّاس من يحاجّني في آدم (٣) فأنا أولى بآدم ، أيّها النّاس من يحاجّني في نوح فأنا أولى بنوح ، أيّها النّاس من يحاجّني في إبراهيم (٤) فأنا أولى بإبراهيم.
والحديث طويل ، أخذت منه موضع الحاجة.
وفي نهج البلاغة (٥) : من كتاب له ـ عليه السّلام ـ إلى معاوية جوابا : وكتاب الله يجمع لنا ما شذّ عنّا ، وهو قوله سبحانه : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) ، وقوله تعالى : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ). فنحن مرّة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطّاعة.
وفي كتاب الاحتجاج (٦) ، للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ خطبة لعليّ ـ عليه السّلام ـ وفيها : قال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُ) ، وقال ـ عزّ وجلّ ـ : (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ). فنحن أولى النّاس بإبراهيم ، ونحن ورثناه ، ونحن أولو الأرحام الّذين ورثنا الكعبة ، ونحن آل إبراهيم (٧).
(وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ) : قيل (٨) : نزلت في اليهود ، لمّا دعوا
__________________
(١) «يا محمد» ليس في المصدر.
(٢) نفس المصدر ٢ / ٢٠٥.
(٣) هكذا في المصدر : وفي النسخ : بآدم.
(٤) أ : بإبراهيم.
(٥) نهج البلاغة / ٣٧٨ ، ضمن رسالة ٢٨.
(٦) الاحتجاج ١ / ٣٢٤.
(٧) يوجد في أبعد هذه العبارة : «والله وليّ المؤمنين ينصرهم ويجازيهم الحسنى بايمانهم.» وهي مشطوب في الأصل.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ١٦٦.