(أَوْ يُحاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ) : عطف «على يؤتى» (١) على الوجهين الأوّلين ، وعلى الثّالث ، معناه : حتّى يحاجّوكم ، يعني : إنّ هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم حتّى يقدر على محاجّتكم. والواو ، ضمير «لأحد» لأنّه في معنى الجمع.
(قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) : لا ينفع في جلبه أمثال هذه التّدابير.
(وَاللهُ واسِعٌ) : الفضل.
(عَلِيمٌ) (٧٣) : بمن يصلح له الفضل.
(يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) : من غير استيجاب سابق منه.
(وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (٧٤) : وفضله عظيم ، أعظم ممّا حصل لكم من الحطام الحقير ، الّذي اكتسبتموه بالتّحريف والكتمان والكفر.
(وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) : نقل (٢) : أنّ عبد الله بن سلام استودعه قرشي ألفا ومائتي أوقيّة ذهبا فأدّاه إليه.
(وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) :
نقل (٣) : أنّ فنحاص بن عازوراء استودعه قرشيّ آخر دينارا ، فجحده.
وقيل (٤) : المأمونون على الكثير النّصارى ، إذ الغالب فيهم الأمانة. والخائنون في القليل اليهود ، إذ الغالب عليهم الخيانة.
وقرأ حمزة وابو بكر وأبو عمر «ويؤدّه [إليك ولا يؤدّه إليك»] (٥) بإسكان الهاء.
وقالون ، باختلاس [كسرة] (٦) الهاء. [وكذا روى عن حفص].(٧) والباقون ، بإشباع الكسرة (٨) (إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً) : أي : إلّا أن تأخذه منه قبل المفارقة.
(ذلِكَ) : أي : ترك الأداء المذكور.
(بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ) : أي بسبب قولهم واعتقادهم أن «ليس علينا» في شأن من ليس من أهل الكتاب وعلى ديننا ، سبيل وعقاب.
__________________
(١) «على يؤتى» ليس في الأصل ويوجد في أو أنوار التنزيل ـ أيضا.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ١٦٧.
(٣ و ٤) نفس المصدر والموضع.
(٥) من المصدر.
(٦ و ٧) من المصدر.
(٨) نفس المصدر والموضع.