قال الله : فاشهدوا بذلك على أممكم ، وأنا معكم من الشاهدين عليكم وعلى أممكم (١).
(فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذلِكَ) : بعد الميثاق والتوّكيد بالإقرار والشّهادة.
(فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) (٨٢) : المتمرّدون من الكفرة (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ) : عطف على الجملة المتقدّمة ، والهمزة متوسّطة بينهما للإنكار. أو محذوف تقديره : أيتولّون ، أفغير دين الله يبغون؟ وتقديم المفعول لأنّه المقصود بالإنكار.
والفعل بلفظ الغيبة ، عند أبي عمرو وعاصم ، في رواية حفص ويعقوب.
وبالتّاء ، عند الباقين ، على تقدير : وقل لهم (٢).
[وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : ثمّ قال ـ عزّ وجلّ ـ : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ). قال : ا فغير هذا الدّين (٤) قلت لكم أن تقرّوا بمحمّد ووصيّه ـ صلّى الله عليه وآله ـ].(٥) (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) ، أي : طائعين بالنّظر واتّباع الحجّة ، وكارهين بالسّيف ومعاينة ما يلجئ إلى الإسلام ، كشقّ الجبل وإدراك الغرق والإشراف على الموت. أو مختارين كالملائكة والمؤمنين ، ومسخّرين كالكفرة ، فإنّهم لا يقدرون أن يمتنعوا عمّا قضي عليهم.
وفي مجمع البيان (٦) : (طَوْعاً وَكَرْهاً) [قيل :] (٧) فيه أقوال ـ إلى قوله ـ : وخامسها ، أنّ معناه : أكره أقوام على الإسلام وجاء أقوام طائعين.
وهو المرويّ عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : كرها ، أي : فرقا من السّيف.
(وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (٨٣) :
وقرئ بالياء ، على أنّ الضّمير «لمن» (٨).
وفي تفسير العيّاشيّ (٩) : عن عمّار بن [أبي] (١٠) الأحوص ، عن أبي عبد الله
__________________
(١) ذكر في المصدر بعد هذه الكلمة : عن علي عليه السّلام.
(٢) أنوار التنزيل ١ / ١٦٩.
(٣) تفسير القمي ١ / ١٠٧.
(٤) المصدر : «أغير هذا الذي» بدل «أفغير هذا الدين». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٥) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٦) مجمع البيان ١ / ٤٧٠.
(٧) من المصدر.
(٨) أنوار التنزيل ١ / ١٧٠.
(٩) تفسير العياشي ١ / ١٨٢ ، ح ٧٨.
(١٠) من المصدر. ر. تنقيح المقال ٢ / ٣١٧ ، رقم ٨٥٧٤.