واعتمره واعتكف عنده وطاف حوله وقصد نحوه ، من مضاعفة الثّواب وتكفير الذّنوب ونفي الفقر وكثرة الرّزق.
وفي من لا يحضره الفقيه (١) : عنه ـ عليه السّلام ـ قال : وجد في حجر : إنّي أنا الله دو بكّة ، صنعتها يوم خلقت السّموات والأرض ، يوم خلقت الشّمس والقمر ، وحففتها بسبعة أملاك حفا ، مبارك (٢) لأهلها في الماء واللّبن يأتيها رزقها من ثلاثة سبل : من أعلاها وأسفلها والثّنية بعده.
(وَهُدىً لِلْعالَمِينَ) (٩٦) : لأنّه قبلتهم ومتعبدهم ، ولأنّ فيه آيات عجيبة ، كما قال الله تعالى (فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ) : كانحراف الطّيور عن مؤازاة البيت على مدى الأعصار ، وأنّ ضواري (٣) السّبع تخالط الطّيور في الحرم ولا تتعرّض لها ، وأنّ كلّ جبّار قصده بسوء قهره كأصحاب الفيل.
والجملة مفسّرة «للهدى (٤)» أو حال أخرى.
(مَقامُ إِبْراهِيمَ) : مبتدأ محذوف الخبر ، أي : منها. أو بدل من «آيات» بدل البعض من الكلّ.
وقيل (٥) : عطف بيان. على أنّ المراد بالآيات أثر القدم في الصّخرة الصّمّاء ، وغوصها فيها إلى الكعبين ، وتخصيصها بهذه الإلانة من بين الصّخار ، وإبقاؤه دون سائر آثار الأنبياء ، وحفظه مع كثرة أعدائه ألوف سنة (٦). ويؤيّده أنّه قرئ آية بيّنة ، على التّوحيد (٧)
وفي الكافي (٨) : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه ٢ / ١٥٨ ، ح ٦٨٤ ، عن حريز عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام.
(٢) المصدر : «حفيفا مبارك» أ : «حقا مباركا» ر : حفا مبارك بدل «حقا مبارك». وما أثبتناه في المتن موافق المصدر.
(٣) أ : متواري.
(٤) كذا في النسخ وأنوار التنزيل. ولعلّ الصواب : لهدى.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ١٧٣.
(٦) كذا في النسخ والمصدر. ولعل الصواب : السنين.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ١٧٣.
(٨) الكافي ٤ / ٢٢٣ ، ح ١.