لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرّزق ، ما فات اليوم من الرّزق رجي غدا زيادته ، وما فات أمس (١) من العمر لم ترج (٢) اليوم رجعته ، الرّجاء مع الجائي واليأس مع الماضي. ف (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) : بدينه الإسلام ، الّذي ملاكه الولاية ، والكتاب استعارة تبعيّة ، ووجه الشّبه التّمسّك به ، فإنّ التّمسّك به سبب النّجاة عن الرّدى ، كما أنّ التّمسّك بالحبل سبب السّلامة عن التّردّي ، والاعتصام ترشيح للاستعارة.
(جَمِيعاً) : مجتمعين عليه.
في أمالي شيخ الطّائفة ـ قدّس سرّه (٣) ـ : بإسناده إلى عمر بن راشد ، عن جعفر بن محمّد ـ عليهما السّلام ـ في قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً) ، قال [نحن الحبل.
وفي تفسير العيّاشيّ (٤) : عن ابن يزيد قال : سألت أبا الحسن ـ عليه السّلام ـ عن قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً).
قال :] (٥) عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ حبل الله المتين.
وعن جابر (٦) عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : آل محمّد ـ عليهم السّلام ـ هم حبل الله الّذي أمر (٧) بالاعتصام به ، فقال : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا).
وفي كتاب معاني الأخبار (٨) : بإسناده إلى موسى بن جعفر ـ عليهما السّلام ـ عن أبيه جعفر بن محمّد ، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين (٩) ـ عليهم السّلام ـ قال : الإمام منّا لا يكون إلّا معصوما ، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها ، ولذلك لا يكون إلّا منصوصا.
فقيل له : يا بن رسول الله ، فما معنى المعصوم؟
فقال : هو المعتصم بحبل الله ، وحبل الله هو القرآن ، لا يفترقان إلى يوم القيامة ،
__________________
(١) هكذا في المصدر. وفي النسخ : الأمس.
(٢) المصدر : يرج.
(٣) أمالي الطوسي ١ / ٢٧٨ ، ذيل حديث.
(٤) تفسير العياشي ١ / ١٩٤ ، ح ١٢٢.
(٥) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٦) نفس المصدر والموضع ، ح ١٢٣.
(٧) المصدر : أمرنا.
(٨) معاني الأخبار / ١٣٠ ، ح ١.
(٩) في نسخة ر بعد هذه العبارة : عن أبيه الحسين بن علي.