وفي كتاب الخصال (١) : عن سالم ، عن أبيه قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لا حسد إلّا في اثنين : رجل أتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء اللّيل وأطراف (٢) النّهار ، ورجل أتاه الله القرآن فهو يقوم [به] (٣) آناء اللّيل وآناء النّهار.
(يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) : صفات أخر «لأمّة» وصفهم بصفات ليست في اليهود. فإنهم منحرفون عن الحقّ ، غير متعبّدين باللّيل ، مشركون بالله ، ملحدون في صفاته ، واصفون اليوم الآخر بخلاف صفته ، مداهنون في الاحتساب ، متباطئون في الخيرات.
(وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) (١١٤) ، أي : الموصوفون بتلك الصّفات ممّن صلحت أحوالهم عند الله ، واستحقّوا رضاه وثناءه.
(وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) : فلن يضيع ، ولا ينقص ثوابه. سمّي ذلك كفرانا ، كما سمّي توفية الثّواب شكرا. وتعديته إلى المفعولين لتضمّنه معنى الحرمان.
وقرأ حفص وحمزة والكسائيّ (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) بالياء ، والباقون بالتّاء (٤).
وفي كتاب علل الشّرائع (٥) ، بإسناده إلى أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : إنّ المؤمن مكفر ، وذلك أنّ معروفه يصعد إلى الله فلا ينتشر في النّاس ، والكافر مشهور وذلك أنّ معروفه للنّاس ينتشر في النّاس ولا يصعد إلى السّماء.
وبإسناده إلى السّكونيّ (٦) ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ـ عليهم السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يد الله ـ عزّ وجلّ ـ فوق رؤوس المكفرين ترفرف بالرّحمة.
أخبرني عليّ بن حاتم (٧) قال : حدّثنا أحمد بن محمّد قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل قال : حدّثني الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه عن
__________________
(١) الخصال / ٧٦ ، ح ١١٩.
(٢) المصدر : آناء.
(٣) من المصدر.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ١٧٨.
(٥) علل الشرائع / ٥٦٠ ، ح ١.
(٦) نفس المصدر والموضع ، ح ٢.
(٧) نفس المصدر والموضع ، ح ٣.