مدد ، إنّما أمدّهم وأعدّ لهم ، بشارة لهم وربطا على قلوبهم من حيث أنّ نظر العامّة إلى الأسباب أكثر ، وحثّا على أن لا يبالوا بمن تأخّر عنهم.
(الْعَزِيزِ) : الّذي لا يغالب في أقضيته.
(الْحَكِيمِ) (١٢٦) : الّذي ينصر ويخذل على مقتضى الحكمة والمصلحة.
(لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : متعلّق «بنصركم» أو «وما النّصر» إن كان اللام فيه للعهد ، والمعنى : لينقص منهم بقتل سبعين وأسر سبعين من صناديدهم.
(أَوْ يَكْبِتَهُمْ) : أو يخزيهم. والكبت ، شدّة غيظ ، أو وهن يقع في القلب. و «أو» للتّنويع. دون التّرديد.
(فَيَنْقَلِبُوا خائِبِينَ) (١٢٧) : فينهزموا منقطعي الآمال.
(لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) : جملة معترضة.
(أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ) :
إمّا عطف على «يكبتهم» ، والمعنى : أنّ الله مالك أمرهم ، فإمّا أن يهلكهم أو يكبتهم ، أو يتوب عليهم إن أسلموا ، أو يعذّبهم إن أصرّوا ، وليس لك من أمرهم شيء وإنّما أنت عبد مأمور لإنذارهم وجهادهم.
أو معطوف على «الأمر» أو «شيء» بإضمار «أن» ، أي : ليس لك من أمرهم أو من التّوبة عليهم أو من تعذيبهم ، شيء. أو ليس لك من أمرهم شيء ، أو التّوبة عليهم ، أو تعذيبهم.
ويحتمل أن يكون «أو» بمعنى «الا أن» ، أي : ليس لك من أمرهم شيء إلّا أن يتوب الله عليهم فتسرّ به ، أو يعذّبهم فتتشفّى منهم.
وفي تفسير العيّاشيّ (١) عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ أنّه قرأ : ليس لك من الأمر شيء إن يتب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون.
وفيه (٢) : عن الباقر ـ عليه السّلام ـ أنّه قرا : أن تتوب عليهم أو تعذّبهم
، بالتاء فيهما.
وعلى هذا يكون «أن» بتأويل المصدر ، بدلا عن شيء (فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) (١٢٨) : قد استحقّوا العذاب بظلمهم.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن جابر الجعفيّ قال : قرأت عند أبي جعفر
__________________
(١ و ٢) مضمون هذين الحديثين موجود في تفسير العياشي ١ / ١٩٨ ، ح ١٤١.
(٣) نفس المصدر ١ / ١٩٧ ، ح ١٣٩.