وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب «مضعّفة (١)» (وَاتَّقُوا اللهَ) : فيما نهيتم عنه ، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (١٣٠) : راجين الفلاح.
(وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (١٣١) : بالتّحرّز عن متابعتهم ، وتعاطي أفعالهم.
قال البيضاويّ (٢) : وفيه تنبيه على أنّ النّار بالّذات معدّة للكافرين ، وبالعرض للعصاة.
أقول : فيه تنبيه على أنّ النّار معدّة للكافرين ، وكلّ من عذّب بالنّار من العصاة إنّما يعذّب إذا آل عصيانهم إلى الكفر ، وأمّا إذا لم يؤل اليه فلا يعذّب بالنّار ، لأنّها أعدّت للكافرين فلا يعذّب بها غيرهم ، وإلّا لكان معدّا لهم ولغيرهم ، فلا يصدق (أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) إلّا أن يقال : المراد بالنّار نار معهودة معدّة لهم ، فلا يعذّب بها غيرهم أيضا.
(وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (١٣٢) : بإطاعتهما.
و «لعلّ وعسى» في أمثال ذلك يدلّ على غرّة التوصّل إلى ما جعل خبرا لهما.
(وَسارِعُوا) : بادروا.
وقرأ ابن عامر ونافع «سارعوا» بلا واو (٣).
(إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) : بارتكاب أسبابها ، كالإسلام والتّوبة والإخلاص.
وفي مجمع البيان (٤) : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ : إلى أداء الفرائض.
(وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) : أي عرضها كعرضهما.
وفي تفسير العيّاشيّ (٥) : عن داود بن سرحان ، عن رجل ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ [في قول الله : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ)].(٦) قال : إذا وضعوهما كذا ، وبسط يديه إحداهما مع الأخرى.
وفي مجمع البيان (٧). عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ [أنّه سئل : إذا كانت الجنة
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ١٨٢.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) مجمع البيان ١ / ٥٠٣.
(٥) تفسير العياشي ١ / ١٩٨ ، ح ١٤٢.
(٦) من المصدر.
(٧) مجمع البيان ١ / ٥٠٤.